(وأبرزت لِلْقُرْآنِ كل خُفْيَة ... ترد الى عقل رصين مُحكم)
(جبلتك العلياء وهى شريفة ... لآدَم بِاسْتِحْقَاق علمك تنتمى)
(فانت صفى جِئْت من خير صفوة ... كَأَنَّك من نور خلقت مجسم)
وَلها تَتِمَّة طَوِيلَة وَقد اكتفينا بزبدتها وَكَانَت وَفَاة صَاحب التَّرْجَمَة فى سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَألف
مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر بن أَحْمد بن أَبى بكر بن اسرائيل بن اسمعيل بن مُحَمَّد بن عمر الْيُمْنَى ذكره الشلى فى تَارِيخه الْمُرَتّب على السنين وَقَالَ فى وَصفه الامام الْعَلامَة الذى ظهر شرفه وعلت غرفه وأنبأ عَن جَوْهَر كَلمه صدفه صنف عدَّة كتب فى فنون كَثِيرَة مِنْهَا تَفْسِير غَرِيب الْقُرْآن سَمَّاهُ شذور الابريز فى لُغَات الْكتاب الْعَزِيز وَهُوَ كتاب يعجز الواصفون عَن وصف جماله وتعشى الْعُيُون من شمس كَمَاله وَله رِسَالَة فى القهوة ورسالة فى علم المساحة سَمَّاهَا المشمة النفاحة بتحقيق المساحه جمع فِيهَا الْكثير المتفرق من الْكتب فى هَذَا الْفَنّ على أقصد سَبِيل وَأقرب مَأْخَذ وَله نظم حسن ورد على الشَّيْخ مُحَمَّد بن عمر بحرق فى قصيدة لَهُ فى السُّلْطَان بدر الْكثير فى قَوْله وكأنما أنصارك الانصار فَقَالَ صَاحب التَّرْجَمَة أنقيس غفلا جَاهِلا بنبينا وَمن نظمه فى القهوة
(يَا شَاعِر افاق فى أَقْوَاله الشعرا ... أبدى لنا من قوافى نظمه دررا)
(أطربتنى اذ وصفت الْقَاف تتبعه ... هَاء وواو وهاء بعده زبرا)
(حققت فى وصفهَا وصفى كفى وَرقا ... بل قد شفى وجلا عَن قلبى الكدرا)
(فانها قُوَّة مهما حذفت لَهَا ... هَاء تبين ذَا من فى الانام قرا)
(لذاك ناسبها فى ذكرك اسْم قوى ... مُوَافقا عدهَا فاعدده واعتبرا)
(بقافها قويت أَعْضَاء كل فَتى ... وهاؤها لهدى وَالْوَاو مِنْهُ جرا)
(بَين الانام الوفا وَالْهَاء آخرهَا ... مِنْهُ الهبات وَهَذَا السِّرّ قد ظهرا)
(فَاشْرَبْ هَنِيئًا فَمَا فى ذَاك منقصة ... كلا وَلَا حُرْمَة تخشى بهَا ضَرَرا)
وَله غير ذَلِك وَكَانَت وَفَاته يَوْم الاربعاء لثنتى عشرَة بقيت من رَجَب سنة خمس عشرَة وَألف وَدفن بروضة بنى اسرائيل
مُحَمَّد بن عبد الْقَادِر المنعوت شمس الدّين الشهير بالحادى الصيداوى الشافعى مفتى صيدا الْفَاضِل الاديب الْمَشْهُور لَهُ ألحان الحادى بَين المراجع والبادى