وَضعه على أسلوب الحان السواجع للصلاح الصفدى قَالَ فى خطبَته بعد أَن ذكر انه وقف على كتاب الصّلاح فتحركت القريحة لجمع مَا هُوَ كالشريد وان كَانَ بَين المقامين بون بعيد وَالْفضل للسابق على كل تَقْدِير وَأجر اللَّاحِق لَهُ من غير تقتير لَكِن الشَّيْخ صَلَاح الدّين افْتقر لذكر السواجع للالحان والحادى غنى بألحانه عَن تَحْرِيك الْعود من الاغصان وشتان بَين من يتَصَرَّف بأنواع فنون نغماته من الانسان وَبَين مغردة تفْتَقر فى تَحْرِيك ألحانها الى سُكُون فنن من الافنان قلت وَقد وقفت على هَذَا الْكتاب وطالعته مرَارًا فَلم أجد فِيهِ كَبِير فَائِدَة سوى انه ذكر مشايخه الَّذين أَخذ عَنْهُم بالشأم مِنْهُم الشَّمْس بن المنقار وجدى القاضى محب الدّين والملا أَسد الدّين بن معِين الدّين التبر يزى وَالشَّمْس مُحَمَّد الداودى والشهاب العيثاوى وَالشَّمْس الميدانى وأضاف اليهم بعض أدباء راسلهم وراسلوه وَقد استوعبت شعره الذى ذكره فِيهِ فَلم أر لَهُ أَجود من قَوْله من قصيدة راسل بهَا الشَّيْخ الامام حسن جمال الدّين الصيداوى مستهلها
(اذا أنْكرت دَعْوَى الْمُحب شُهُوده ... فحسبى انى فى الغرام شهيده)
(فَللَّه شوقى لَا يقر قراره ... من الْبعد حَتَّى مَاله من يعودهُ)
(وَقد مله عواده وَهُوَ مدنف ... حَلِيف جوى صب الْفُؤَاد عميده)
(رعى الله أَيَّامًا تقضت بقربهم ... وَمن لى بِذَاكَ الْقرب من ذَا يُعِيدهُ)
(أيا عاذلى عَمَّن نعيمى وعده ... وحر جحيمى بعده ووعيده)
(وَلم يتلطف بالوصال لمغرم ... وَقد طَال مِنْهُ هجره وصدوده)
(فَهَذَا ملامى مسمعى لَا يُريدهُ ... وَهَذَا غرامى لَا أَزَال أروده)
(وان كَانَ دهرى قد يجور زَمَانه ... تخلصت مِنْهُ بالذى عَم جوده)
فَرَاجعه بقصيدة اخْتَرْت نسيبها ومبدؤها
(مَرِيض هواكم مله من يعودهُ ... فعصر التدانى مَاله من يُعِيدهُ)
(أقمتم على هجرى وانى على الولا ... مُقيم وعتدى كل آن مزيده)
(بِمَاذَا استبحتم ضرّ صب بحبكم ... غَدا عدما بَين الانام وجوده)
(كَسَاه النَّوَى ثوب اكتئاب وحسرة ... مدى الْعُمر لَا يبْلى لَدَيْهِ جديده)
(فان شئتمو عودوا على من غرامه ... قضى بعناه والدموع شُهُوده)
(وحاشاكمو أَن لَا تجودوا لطَالب ... الى نحوكم فى الدَّهْر سَارَتْ وفوده)