(فَلَقَد أسس العذار بخدي ... منيتي رونقاً ولطفا مزيدا)
(وَهُوَ عمري لَا شكّ أشهى وأبهى ... حَيْثُمَا قد أَفَادَ معنى جَدِيدا)
وَقَوله مضمناً
(لقد وعدت زيارتنا سليمى ... وَقد قل التصبر والقرار)
(فوافت بعد حِين وَهِي سكرى ... يرنحها الشبيبة وَالْوَقار)
(فريعت من تبلج صبي شيبي ... وَقَالَت لَا أَزور وَلَا أزار)
(فَقلت لَهَا وَكم تعدين صبا ... كئيباً قد براه الِانْتِظَار)
(فغضت طرفها عني وَقَالَت ... كَلَام اللَّيْل يمحوه النَّهَار)
وَمِمَّا أنْشدهُ لنَفسِهِ قَوْله
(لَا تخش من شدَّة وَلَا نصب ... وثق بِفضل الْإِلَه وابتهج)
(وارج إِذا اشتدهم نازلة ... فآخر الْهم أول الْفرج)
وَقَوله وَقد ركب فِي الرّوم زورقاً فِي الْبَحْر
(لما ركبنَا ببحر ... وَكَاد من خَافَ يتْلف)
(على الْكَرِيم اعتمدنا ... حاشاه أَن يتَخَلَّف)
وَكتب إِلَى وَالِدي وَقد عزم على السّفر من قسطنيطينية وَبَقِي وَالِدي بهَا قَوْله
(إِلَيْك أخي نصيحة ذِي اختبار ... لَهُ خرم وزند فِيهِ وَأرى)
(إِذا جَار الزَّمَان وكل دهر ... على أحراره مَا زَالَ جاري)
(وأكسبك اغتراباً وانتزاحاً ... فَكُن متغرباً فِي أسكدار)
(ترى فِيهَا ظباء سارحات ... بألحاظ يصدن بهَا الضواري)
(وطوراً تلتقي غصناً رطيباً ... علاهُ حديقة من جلنار)
(فقض الْعُمر فِيهَا فِي سرُور ... وصل ليل التواصل بِالنَّهَارِ)
(وخل الْأَهْل عَنْك وَقل سَلام ... على الأوطان مني والديار)
فَأَجَابَهُ بقوله
(أتلك نصيحة من رب فضل ... إِمَام فِي الْفَضَائِل والفخار)
(لَهُ فِي كل علم طيب مجنى ... وَفعل زانه كرم النجار)
(ونظم يعجز البلغاء لفظا ... وَلَفظ كاللآلي والدراري)
(يَقُول وَقَوله لَا شكّ صدق ... عَلَيْك إِذا اغتربت باسكدار)
(نعم هِيَ جنَّة حفت بحور ... وولدان حكت شمس النَّهَار)
(وَلَكِن لم أجد فِيهَا خَلِيلًا ... يعين أَخا الغرام على اصطبار)
(يساعدني على كَافِي بريم ... يعذب عاشقيه بالنفار)