(ارْفُقْ بِنَفْسِك قد كَبرت ... وَزَاد هولك عَن مجالك)
(وَأعد صَلَاتك مَا اسنطعت ... وعد عَن ماضى دلالك)
(فَأَرَاك لَا تفرق ريالك ... فِي النَّجَاسَة من مبابك)
(وَالْحق أَنَّك جَاهِل ... وتعد نقصك من كمالك)
وَقَوله بقصيدة الْكرْدِي والأغنام إِشَارَة إِلَى أَن الأبيات الَّتِي نظمها فِيهِ الْعِمَادِيّ الْمُفْتِي والشاهيني وَعبد اللَّطِيف بن المنقار من بَاب المساجلة بَينهم ومطلع هَذِه القصيدة
(عذرتك يَا حلا حل بالجنيد ... وَقلت لَهُ سماعك بالمعيدي)
وحلا حل هَذَا كَانَ رجلا كثير المجون واسْمه عَليّ وَسَيَأْتِي ذكره وَكَانَ كثير الْحَط على الْجُنَيْد شَدِيد الإزراء بِهِ وَله مَعَه نكايات ووقائع شَتَّى وَكَانَ الْجُنَيْد بِمُجَرَّد ذكره يتألم ويحنق لما كَانَ يلْحقهُ مِنْهُ من الأذية خُصُوصا فِي مجَالِس الْكِبَار والأعيان من الْعلمَاء وَغَيرهم وتتمة الأبيات
(لَهُ شال بشابه عارضيه ... صفارا فَوق وَجه كالقريد)
(ببادر للمآكل حِين يدعى ... ويشتم الروائح من بعيد)
(ترَاهُ يمصمص الأعظام جوعا ... كَانَ أَبَاهُ بغدادي زبيدي)
(ينكش سنه من شرب مَاء ... بإصبعه وطورا بالعويد)
(وَيُصْبِح هائشا يَبْغِي طَعَاما ... يطوف على الْمنَازل كالجعيدي)
(على الطَّحَّان يعتب كل آن ... وَيضْرب باليماني الهنيدمي)
(وَمثل النَّحْل بِأَكْل كل شَيْء ... ويجني اللسع مَعَ عدم الشَّهِيد)
(وتشكو ثقل فستقة حشاه ... ويزلط كل خرفان الكريدي)
(وينكح بنت شَهْوَته طَعَاما ... وَيُعْطى مهرهَا نحل النقيد)
(ويلبس فَرْوَة من جلد نمر ... يَقُول لبستها خوف الْبَرِيد)
(بِمَوْت قد تلقب فِي البرايا ... وَبَين النَّاس يدعى بالصميدي)
(على الْأَصْحَاب يطْرَح كل شاش ... بأَرْبعَة من الذَّهَب النقيدي)
(بِرَأْس المَال يُخْبِرهُمْ كذوبا ... ويفترس الْأَنَام كَمَا الفهيد)
(وَلما جِئْت مَا أهديت شَيْئا ... بعثت إِلَيْك هجوا من عنيدي)
(وَإِن تنكر قوافيها فسامح ... فَإِن الشّعْر من ملامجيد)
وملامجيد الْمَذْكُور كَانَ روميا نزل دمشق وقطن بهَا وَكَانَ ينظم أشعارا على