للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(عَفا الله عَنهُ ماجناه فانني ... حفظت لَهُ الْعَهْد الْقَدِيم وضيعا)

(وَلَكِن سيدري ود من كَانَ مخلصا ... صَدُوقًا يدْرِي من يكون مصنعا)

وَالْأَصْل فِي هَذَا مَا فِي أمالي القالي عَن أبي الْفضل الربعِي عَن أبي السمراء قَالَ دخلت منزل نخاس فِي شِرَاء جَارِيَة فَسمِعت صَوت جَارِيَة تَقول

(وَكُنَّا كَزَوج من قطافي مفازة ... لَدَى خفض عَيْش معجب مونق رغد)

(أصابهما ريب الزَّمَان فافردا ... وَلم نر شَيْئا قطّ أوحش من فَرد)

قَالَ فَقلت للنخاس أعرض على هَذِه المنشدة فَقَالَ إِنَّهَا شعثة حزينة فَقلت وَلم ذَلِك قَالَ اشْتَرَيْتهَا من مِيرَاث وَهِي باكية على مَوْلَاهَا وَتقول

(وَكُنَّا كغصنى بانة وسط رَوْضَة ... نَشُمُّ جنى الروضات فِي عيشة رغد)

(فأفرد ذَاك الْغُصْن من ذَاك قَاطع ... فيا فردة باتت تحن إِلَى فَرد)

قَالَ أَبُو السمراء فَكتبت إِلَى عبد الله بن طَاهِر أخبرهُ بخبرها فَكتب إِلَى أَن ألق هَذَا الْبَيْت عَلَيْهَا فَإِن أجازته فاشترها وَلَو بخراج خُرَاسَان وَالْبَيْت هُوَ هَذَا

(بعيد وصل قريب جهد ... جعلته مِنْهُ لي ملاذا)

فألقيته غليها فَقَالَت بِسُرْعَة

(فعاتبوه فذاب شوقاً ... وَمَات عشقاً فَكَانَ مَاذَا)

قَالَ أَبُو السمراء فاشتريتها بِأَلف دِينَار وحملتها إِلَيْهِ فَمَاتَتْ فِي الطَّرِيق فَكَانَت إِحْدَى الحسرات انْتهى وَفِي الحماسة الطائية لصفية الباهلية

(كُنَّا كغصنين فِي جرثومة سميا ... حينا بِأَحْسَن مَا تسمو بِهِ الشّجر)

(حَتَّى إِذا قيل قد طَالَتْ فروعهما ... وطاب فيؤهما واستنضر الثَّمر)

(أخنى على وَاحِد ريب الزَّمَان وَمَا ... يبْقى الزَّمَان على شَيْء وَلَا يذر)

(كُنَّا كأنجم ليل بَيْننَا قمر ... يجلو الدجى فهوى من بَيْننَا الْقَمَر)

وللبوريني وَهُوَ من مستجاداته

(يَقُولُونَ فِي الصُّبْح الدُّعَاء مُؤثر ... فَقلت نعم لَو كَانَ ليلِي لَهُ صبح)

وَقد ترْجم هَذَا الْمَعْنى من الفارسية وَأَصله لشاعر الْعَجم وحشى سبكه فِي قالب حسن وَمثله قَول البها زُهَيْر

(جعل الرقاد لكَي يواصل موعدا ... من أَيْن لي فِي حبه أَن أرقدا)

وَقَول الباخرزي

<<  <  ج: ص:  >  >>