للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(قَالَت وَقد فتشت عَنْهَا كل من ... لاقيته من حَاضر أَو بَادِي)

(أَنا فِي فُؤَادك فارم طرفك نَحوه ... ترنى فَقلت لَهَا وَأَيْنَ فُؤَادِي)

والأدباء يستحسنونه وَلم يعرفوا أَنه من قَول عبد الله بن شبيب

(هوى صَاحِبي ريح الشمَال إِذا جرت ... وأهوى لنَفْسي أَن تهب جنوب)

(يَقُولُونَ لَو عذبت قَلْبك لارعوى ... فَقلت وَهل للعاشقين قُلُوب)

وَتَابعه عُرْوَة بن أذينة

(قَالَت وأودعتها سري فبحت بِهِ ... قد كنت عِنْدِي تحب السّتْر فاستتر)

(أَلَسْت تبصر من حَولي فَقلت لَهَا ... غطى هَوَاك وَمَا ألْقى على بَصرِي)

وذيل البوريني بَيته الْمُفْرد بِأَبْيَات وَهِي

(فيا عجبا مني أر يَد لقاءه ... وَفِي جفْنه سيف وَفِي قدره رمح)

(وإنسان عَيْني كَيفَ ينجو وَقد غَدا ... يطول لَهُ فِي لج مدمعه سبح)

(وَإِن كَانَ يَوْم الْبَين يسود فحمه ... فَمن مهجتي نَار وَمن نَفسِي قدح)

(وَلَيْسَ عجيبا أَن دمعي أَحْمَر ... وَفِي مهجتي جرح وَفِي مقلتي قرح)

وَلَو تَركه مُفردا لَكَانَ أصوب وَمن شعره

(أَحول وَجْهي حِين يقبل عَامِدًا ... مَخَافَة واش بَيْننَا ورقيب)

(وَفِي باطني وَالله يعلم أعين ... تلاحظه من أضلع وَقُلُوب)

وَالْمعْنَى حسن وَأحسن مِنْهُ قَول الخفاجي

(تنَازع فِيهِ الشوق قلبِي وناظري ... فأثر فِيهِ الطّرف وَالْقلب نَائِب)

(وتنظره من قلبِي الصب أعين ... عَلَيْهَا المحنى الضلوع حواجب)

لَكِن أَخذه الشهَاب وَنَقله عَن مَعْنَاهُ المُرَاد من قَول الْقَائِل

(خلقنَا بأطراف القنا فِي ظُهُورهمْ ... عيُونا لَهَا وَقع السيوف حواجب)

قَالَ الحريري من سرق ورق فقد اسْتحق وَله فِي تَرْجَمَة من الفارسية

(ورق الغصون إِذا نظرت دفاتر ... مشحونة بأدلة التَّوْحِيد)

وَمثله لِلشِّهَابِ من ذَوَات أَمْثَاله

(باح بنشر الرَّوْض خفاق الصِّبَا ... وأسكر الْغَيْث النَّبَات فِي الرِّبَا)

(أما ترى فِي روضه إِلَّا وراقا ... رطب لِسَان يشْكر الخلاقا)

(وَتلك للتوحيد كالدفاتر ... تقرؤها الطُّيُور فِي المنابر)

<<  <  ج: ص:  >  >>