للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(قومِي أحسني مِنْك وداعي فَمَا ... بعْدك حسنا يَا ابْنة الْقَوْم)

(وزوّدي جفني طيف الكري ... فَلَيْسَ بعد الْيَوْم من نوم)

فَلَمَّا دَخلهَا توفّي ابْن أميرها الْأَمِير عَليّ بن الأعوج واسْمه روحي فَقَالَ

(لَا تعجبوا أَن سَالَ دمعي دَمًا ... واشتعلت نَارا تباريحي)

(فلست من يبكي على غَيره ... وَإِنَّمَا أبكى على روحي)

وَبعد مُدَّة توفّي وَذَلِكَ فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَألف هَكَذَا ذكر البديعي وَفَاته فِي السّنة الْمَذْكُورَة ثمَّ رَأَيْت فِي نُسْخَة من ديوَان ابْن الْجَزرِي بِخَط بعض الدمشقيين ذكرانه أخبرهُ الْأَمِير عَليّ بن الأعوج أَن الْجَزرِي مَاتَ بعد إنشاد الْبَيْتَيْنِ المذكوريين بِثَلَاثَة أَيَّام وَلم يقل بعدهمَا شعرًا وَأَن وَفَاته كَانَت فِي سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وناقض أَبُو الْوَفَاء العرضي فِي وَفَاته فذكرانها فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَلست أَدْرِي أَي المقولات أصح وَزَاد العرضي أَنه توفّي غَرِيبا بحماة كَمَا توفّي وَالِده بِالْبَصْرَةِ غَرِيبا وعمره نَحْو الْخمس وَالثَّلَاثِينَ وَدفن بالتربة الْمَعْرُوفَة بالعليليات والجزري نِسْبَة إِلَى جَزِيرَة ابْن عمر من بِلَاد الأكراد بهَا كَانَ أجداده وَلَهُم فِيهَا المكانة والجاه كَمَا أَشَارَ إِلَى ذَلِك فِي بعض قصائده

(أنّ الجزيرة لَا عدا ... جوديها الْغَيْث الهتون)

(خلقُوا بهَا آباي ... آساد الشرى وَهِي العرين)

(وَلَهُم بهَا الْبَيْت المؤثل فِي قَوَاعِده المكين ... )

(وبركنه الْمجد المتين ... وظله الْمجد الْمُبين)

(ولنابهم نسب على الدُّنْيَا لَهُ شرف وَدين ... )

وَهَذِه القصيدة من غرر وقصائده وَهِي طَوِيلَة فتكتفي مِنْهَا بِهَذَا الْمِقْدَار فَفِيهِ كِفَايَة

حُسَيْن باشا بن جانبولاذ الْكرْدِي أَمِير الْأُمَرَاء بحلب كَانَ فِي ابْتِدَاء أمره من المتفرقة ثمَّ تولى إِمَارَة كلس منصب وَالِده وعزله عَنهُ أَخُوهُ الْأَمِير حبيب وشبت الْعَدَاوَة بَينهمَا ثمَّ استمرّا بتعاذلان فَتَوَلّى ديو سُلَيْمَان كلس فَاحْتَاجَ إِلَى جمع السكبانية وَكَانَ ابْتِدَاء كثرتهم وَظُهُور قوانينهم من عبد الْحَلِيم اليازجي أحد أَتبَاع المسكور وولما سجن صَاحب التَّرْجَمَة بحلب وَيبْعَث جَمِيع أَسبَابه وعقاراته بأبخس الْأَثْمَان لمَال سلطاني كَانَ عَلَيْهِ تولى كلس بعد ذَلِك وصمم على الإمتناع من تَسْلِيمهَا أَن عَزله أحد فَكَانَ إِذا عزل من جَانب السلطنة سعى فِي الْعود من غير تَسْلِيم الْمُتَوَلِي

<<  <  ج: ص:  >  >>