(أَو كَانَ يسعدني على قدر الْهوى ... دمعي لعم الأَرْض من طوفانه)
(وَلَقَد سلكت الْحبّ لَا غرا بِهِ ... وَعرفت كنه خفيه وعيانه)
(وَعلمت إِذْ ذقت الغرام بأنني ... حاس بكأس جميله وحسانه)
وَقَوله من قصيدة مطْلعهَا
(مَا لَاحَ برق من رَبِّي حاجر ... إِلَّا اسْتهلّ الدمع من ناظري)
(وَلَا تذكرت عهود الْحمى ... إِلَّا وَسَار الْقلب عَن سائري)
(أوّاه كم أحمل جور الْهوى ... مَا أشبه الأوّل بِالْآخرِ)
(يَا هَل ترى يدْرِي نؤوم الضُّحَى ... بِحَال ساه فِي الدجى ساهر)
(تهب إِن هبت يَمَانِية ... أشواقه للرّشأ النافر)
(يضْرب فِي الْآفَاق لَا يأتلي ... فِي جوبها مثل السائر)
(طوراً تهامياً وطوراً لَهُ ... شوق إِلَى من حل فِي الحائر)
(كأنّ مِمَّا رابه قلبه ... علق فِي قادمتي طَائِر)
أصل هَذَا الْمَعْنى لعروة بن حرَام
(كَأَن قطاة علقت بجناحها ... على كَبِدِي من شدّة الخفقان)
وَذكره السَّيِّد عَليّ بن مَعْصُوم فِي السلافة فَقَالَ فِي حَقه طودرسي فِي مقرّ الْعلم ورسخ وَنسخ خطة الْجَهْل بِمَا خطّ وَنسخ رَأَيْته فَرَأَيْت مِنْهُ فَردا فِي الْعُلُوم وحيداً وكاملاً لَا يجد الْكَمَال عَنهُ محيداً تحل لَهُ الحبى وتعقد عَلَيْهِ الخناصر أوفى على من قبله واعترف بفضله المعاصر يستوعب شَوَاهِد الْعلم حفظا بَين مقروء ومسموع وَيجمع شوارد الْفضل جمعا فَهُوَ فِي الْحَقِيقَة مُنْتَهى الجموع حَتَّى لم ير مثله فِي الْجد على نشر الْعلم وإحياء مواته وحرصه على جمع أَسبَابه وَتَحْصِيل أدواته وَقد كتب بِخَطِّهِ مايكل لِسَان الْقَلَم عَن ضَبطه واشتغل بِعلم الطِّبّ فِي آخر عمره فتحكم بالأرواح والأجسام نهية وَأمره غير أَنه كَانَ فِيهِ كثير الدَّعْوَى قَلِيل الْفَائِدَة والجدوى لَا تزَال سِهَام رَأْيه فِيهِ طائشة عَن الْغَرَض وَإِن أَصَابَت فَلَا تخطىء نفوس أولى الْمَرَض فكم عليل ذهب وَلم يلف لَدَيْهِ فرج فَأَنْشد أَنا الْقَتِيل بِلَا إِثْم وَلَا حرج
(النَّاس يلحون الطَّبِيب وَإِنَّمَا ... غلط الطَّبِيب أصابة الْمَقْدُور)
وَمَعَ ذَلِك فقد طوى أديمه من الْأَدَب على أغر رديمه وَمَتى هَتَفت لهاة قَالَه بالشعر