(من ذَاك للود الْقَدِيم وَحفظه ... كصلاح الشهم الْجَلِيل يُرَاعِي)
(لَا زلت فِي غرف العلى متوئا ... مِنْهَا على أَمَاكِن وبقاع)
(تهدي إِلَى الْأَبْصَار أَزْهَر خطكم ... وجواهر الْأَلْفَاظ للإسماع)
فَأَجَابَهُ صَاحب التَّرْجَمَة بقوله
(أسرعت فِي نيل الصَّوَاب وَلم تزل ... مذ لَاحَ شخصك فِيهِ ذَا إسراع)
(وسبقت أهل الشّعْر لما قُمْت فِي ... حصل السباق بِهِ طَوِيل الباع)
(وبهرت أَرْبَاب القريض فَصَارَ كالتمتام ... من فِي النُّطْق كالقعقاع)
(وكشفت من سر البلاغة أوجها ... كَانَت من قبيل لقاك خلف قناع)
(وأجبت شعرًا قلته متمثلا ... بجوابك الشافي لَا إِلَّا قناعي)
(أودعته نكت البديع فحارت ... الأفكار فِي الإبداع والإيداع)
(صدّقت أَرْبَاب البلاغة إِذْ أَتَت ... وحفظت إِذْ نسيب وَكنت الواعي)
(وجمعت يَا صدّيق كل لَطِيفَة ... حَتَّى لطفت وفزت بِالْإِجْمَاع)
(وَنزلت من أهل الْفَضَائِل كلهم ... بمنازل الْأَبْصَار والإسماع)
(هَذَا لديك النَّاصِر الأواه وَالْهَادِي ... بن عُثْمَان أَبُو الإسجاع)
(قد أرصداً من سحر شعرهما لمن ... يهواك كل براعة ويراع)
(فَإذْ حباك الدّرّ بِالْوَزْنِ امْرُؤ ... كالوا لَهُ عَن درّهم بالصاع)
(وَإِذا دنا شبْرًا إِلَيْك مواصل ... منحوه من لقياك ألف ذِرَاع)
(فضلا حباك بِهِ الْإِلَه ونعمة ... وَالله يحبو من يشا ويراعي)
(وإليكما عَمَّن يوزع قلبه ... البرحا فَخُذُوا سمع عَن الْأَوْزَاعِيّ)
(قد كنت عقت الشّعْر ثمَّ أَتَيْته ... وأجبته إِذْ كنت أَنْت الدَّاعِي)
(ليلوح عنْدك صدق قولي إِنَّمَا ... نقلتك من عَيْني إِلَى أضلاعي)
فَأَجَابَهُ النَّاصِر الْمَذْكُور عَنْهَا بقوله
(انطق فعندك للقريض دواعي ... قد جَاءَ من شعر الْهمام دواعي)
(وسعى صَلَاح فِي صَلَاح قريحتي ... وجزى بِعشر الصَّاع ألف صَاع)
(قد كَانَ بِي ألم لنصف اسْمِي فمذ ... وافي أَتَى بالضدّ من أوجاعي)
(أَعنِي الْكتاب مطرزاً بجواهر ... يقْضِي على الْأَيَّام بالإقلاع)
(لافض فَور جلّ جليل قَالَهَا ... لفتى قَلِيل بضَاعَة ومتاع)