(مَا كَانَ من ثدى الفصاحة راضعاً ... لَكِن تعاطاها بِغَيْر رضَاع)
(فَلِذَا يرى وَقت السباق مقصراً ... فاعذر فَتى فِيهَا قصير الباع)
(قد شاع سابغ نعْمَة الله الَّتِي ... أسدى لكم فِي الْآل والأشياع)
(ونظمت يَا بَحر الغلوم فرائداً ... نظمت لكم سحبان فِي الأتباع)
(واستعبد الْملك ابْن حجر شعركم ... لَو عَاشَ لم يقدر على مصراع)
(واقرّ كتاب الْأَنَام بأهم ... رق لرق رائق الأسجاع)
(من آل أَحْمد لم يزل يوليهم ... الْخيرَات فِي جبل سما وبقاع)
(فلذاك عز الدّين وانتشر الْهدى ... إِذْ كَانَ عز الدّين أكْرم ساعي)
(أبدى صلاحاً لَاحَ من أثوابه ... نور بدا فِي عَارض هماع)
(أَحْيَا بِهِ الأرباء والأدبا مَعًا ... من كل دَان أَو بعيد بقاع)
(لَا سِيمَا الْهَادِي الْأَجَل وَمن لَهُ ... ود أكيد والمحب الدَّاعِي)
(فَأَبُو عَرِيش فاق بلدان الورى ... إِذْ صرت راقماً اسْمه برقاعي)
(شرفتموه إِذْ مدحتم أَهله ... بمدائح عَن خاطر مطواع)
(ونعتم صدّيقه بصديقكم ... عطفا وتأكيداً بِغَيْر نزاع)
(من لم يكن عَن ودّكم بدل لَهُ ... فلرفعه قد صَار بِالْإِجْمَاع)
(يَكْفِيهِ فجرا مَا جرى من مدح من ... فاق الورى لطفاً وَحسن طباع)
(لَا منّ أَن أَحْبَبْت آل مُحَمَّد ... فهم الْأمان لنا من الأفزاع)
وَمِمَّا قَالَه صَاحب التَّرْجَمَة يُخَاطب القَاضِي الْعَلامَة مطهر بن عَليّ الضمدي وَقد طلب عَارِية كتاب إِيثَار الْحق على الْخلق
(آثرونا يَا صَاح بالإيثار ... كي يكون الْبلُوغ للأوطار)
(عجلوا عجلوا جزيتم بِخَير ... فَلهَذَا الْكتاب طَال انتظاري)
وَهِي من أَبْيَات وَأجَاب القَاضِي عَنْهَا بِأَبْيَات رائقة مطْلعهَا
(قسما بالعقول والإنظار ... وَبِمَا ضمنت من الْأَسْرَار)
وَله غير ذَلِك وَكَانَت وَفَاته فِي أَوَاخِر سنة سبعين وَألف
القَاضِي صَلَاح الدّين بن زين العابدين القَاضِي الصَّالح الباعوني كَانَ من الْفُضَلَاء المعروفين والكملاء الموصوفين وَكَانَ صَاحب أَخْلَاق حَسَنَة وشمائل رائقة وَكَانَ مُقيما بصالحية دمشق وَولي نيابتها مدّة مستطيلة وَكَانَ وَالِده زين