(وَمَا الْفَخر بالأجسام وَالْمَال والعلى ... وَلَكِن بأنواع الْكَمَال التَّفَاضُل)
(وَمن يَك أعمى الْقلب يلْزم بقوله ... كَمَا يحذر الْأَعْمَى الْعَصَا إِذْ يُقَاتل)
(وَمَا يصنع الْإِنْسَان يَوْمًا بنوره ... إِذا عادلت فِيهِ النُّجُوم الجنادل)
(وفيم نضيع الْعُمر فِي غير طائل ... إِذا مَا اسْتَوَى فِي النَّاس قس وباقل)
(وأصعب مَا حاولت تثقيف أَعْوَج ... وأثقل شَيْء جَاهِل متعاقل)
(إِذا جَاءَ نقاد الرِّجَال من الوغى ... تميز عَن أهل الْكَمَال الأراذل)
(عنيت الْوَزير بن الْوَزير الَّذِي بِهِ ... تذل وتعنوا للشعوب الْقَبَائِل)
ومدح أَخَاهُ الْفَاضِل مصطفى بقصيدة أُخْرَى مطْلعهَا
(بِالنَّفسِ يسمح من أَرَادَ نفيسا ... وَالْحب أول مَا يكون رسيسا)
وكلا القصيدتين قد ذكرتهما فِي تَرْجَمته فِي كتابي النفحة فَلَا نطيل هُنَا الْكَلَام بهما فَأَنا نذْكر لَهُ هُنَا غَيرهمَا وكل جَدِيد لَهُ لَذَّة وأجيز على هَاتين جَائِزَة سنية وَوصل من الجزيرة الْمَذْكُورَة إِلَى سلانيك ويكى شهر وَالسُّلْطَان مُحَمَّد ثمَّة فَكَانَ خَاتِمَة مطافه أَن بلغ خَبره السُّلْطَان فاتخذه نديماً وفاز مُدَّة بعطاياه الطائلة وَلم يطلّ أمره فِي المنادمة فَأعْطى مدرسة بقسطنطينية وَأبْعد عَن الدولة إِلَيْهَا فَألْقى رَحْله بهَا واتخذها دَار قراره وَمجمع أَسبَابه وأحبه كبراؤها ومالوا إِلَيْهِ خُصُوصا المرحوم الْأُسْتَاذ عزتي قَاضِي الْعَسْكَر فَإِنَّهُ أقبل عَلَيْهِ بكليته وَكَانَ يمده بعطاياه وافرة وَلما دخلت قسطنطينية فِي سنة سبع وَثَمَانِينَ وَألف رَأَيْته وَهُوَ مدرس الفتحية برتبة مَوْصُولَة الصحن فاتحدت مَعهَا اتحاداً لم يتَّفق لي مَعَ أحد غَيره لما كنت أشاهد مِنْهُ من الْمحبَّة والصدق الَّذِي لَا مزِيد عَلَيْهِ وَأَنا مُنْذُ توفّي إِلَى الْآن أذكر صنائعه من الْمَعْرُوف معي فَلَا أعرف نهايتها وأقصر عَن أَدَاء حَقّهَا بيد أَنِّي أَرْجُو الله أَن يجْزِيه عَن حسن محبته لي أحسن جَزَاء وأعظمه وَاتفقَ لي مَعَه محاورات ومخاطبات كَثِيرَة فَمن ذَلِك أَنِّي أنشدته يَوْمًا قولي
(ومقرطق ترف الْأَدِيم تخاله ... كالغصن قد لعب النسيم بقده)
(ويكاد أَن شرب المدامة أَن يرى ... مَا مر مِنْهَا تَحت أَحْمَر خَدّه)
فأنشدني مرتجلاً قَوْله
(ومهفهف لَوْلَا جفون عيونه ... خلنا دم الوجنات من ألحاظه)
(وتكاد تقْرَأ من صفاء خدوده ... مَا مر خلف الخد من أَلْفَاظه)
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute