عبد اللَّطِيف بن الجابى الْمُقدم ذكره فَلم تسلم اليه ثمَّ بعد مُدَّة وجهت عَنهُ الى الشَّيْخ مُحَمَّد ابْن أَحْمد الحتاتى المصرى الآتى ذكره واستفرغه عَنْهَا ابْن الجابى ثمَّ وجهت لِلْحسنِ البورينى وبقى صَاحب التَّرْجَمَة بِلَا مدرسة مُدَّة حَتَّى أُعِيدَت اليه واستمرت عَلَيْهِ الى أَن مَاتَ وَكَانَ مبتلى بعلة الكبد ولازم الحمية مُدَّة مديدة وَكَانَ أول مَا عرض لَهُ هَذَا الدَّاء أَشَارَ اليه بعض الْحُكَمَاء أَن يكف عَن شَيْئَيْنِ كل مِنْهُمَا يقتل صَاحب هَذَا الدَّاء وهما التُّخمَة وَالْجِمَاع فَكَانَ حذرا من ذَلِك حَتَّى كَانَ لَا يَأْكُل من الْخبز الا قَلِيلا جدا فاتفق لَهُ انه ذهب يَوْمًا الى بُسْتَان لَهُ واستدعى بعض أخدانه وَعمل لَهُم وَلِيمَة فِيهِ فَأكل من الْفَاكِهَة والنفائس أَكثر من عَادَته ثمَّ عَاد الى بَيته فَمَاتَ فى ليلته وَكَانَت وَفَاته لَيْلَة الاربعاء لليلتين بَقِيَتَا من صفر سنة ثَلَاث وَعشْرين بعد الالف وَيُقَال انه جَامع فى تِلْكَ اللَّيْلَة فَمَاتَ فَجْأَة وَدفن فى بَيت صَغِير عمره بالخشابين خَارج بَاب الشاغور وَعمر عِنْده مكتبا لطيفا وَهُوَ على طَرِيق مَقْبرَة بَاب الصَّغِير قريب مِنْهَا وقرأت بِخَط وَالِده ان وِلَادَته كَانَت فى أَوَاخِر شعْبَان سنة سِتّ وَسِتِّينَ وَتِسْعمِائَة
عبد اللَّطِيف بن يحيى بن مُحَمَّد بن الْقَاسِم الْمَعْرُوف بلطفى بن المنقار الدمشقى الحنفى أحد مشاهير الْفُضَلَاء النبلاء وَكَانَ مَعَ تمكنه فى الْفِقْه واحاطته التَّامَّة بفروعه أديبا اليه النِّهَايَة فى المحاضرات وَحسن البديهة وَالشعر المرقص أَخذ الْعَرَبيَّة عَن الْحسن البورينى وتفقه بِعَبْد الرَّحْمَن العمادى وَأحمد بن مُحَمَّد بن قولاقسز الْمُقدم ذكره وَعَلِيهِ تخرج فى كِتَابَة الاسئلة الْمُتَعَلّقَة بالفتوى وفَاق فى جَمِيع أدوات الِاتِّفَاق وَولى تدريس الماردانية وَكتب للعمادى الاسئلة واشتهر أمره وسافر الى حلب مَرَّات والى ديار بكر فى عنفوان عمره لعَارض عشق عرض لَهُ وَلم ير لَهُ خلاصا الا السّفر والتشاغل بطى المراحل وَكنت وقفت على قصيدة لِابْنِ شاهين الدمشقى أرسلها اليه الى حلب وَسبب ارسالها أَن أَحْمد بن زين الدّين المنطقى ولى قضاءها وَقدم اليها وصير أَخَاهُ مُحَمَّدًا نَائِبا بمحكمة الْبَاب ووزع بَقِيَّة الخدمات على أقربائه الاعاجم فَأرْسل اليه القصيدة الْمَذْكُورَة يَرْجُو مِنْهُ الْقدوم الى الشأم وصدرها بقوله