وَقد ذهبت منى نُسْخَة القصيدة وتطلبتها فَلم أجد من ياتينى عَنْهَا بِخَبَر وَلَو وَجدتهَا أوردتها هُنَا لبداعة أسلوبها وَلِصَاحِب التَّرْجَمَة مَعَ أدباء حلب اخْتِلَاط تَامّ ومراسلات كَثِيرَة وَذكره مِنْهُم السَّيِّد أَحْمد بن النَّقِيب فى مَجْمُوعَة فَقَالَ فى وَصفه من فضلاء الزَّمَان الَّذين يشار اليهم بالبنان وأفراده الَّذين قلدوا جيده بفرائدهم عقودا وأفاضوا على أعطافه من فوائدهم برودا وَله مذاكرة كلهَا جَارِيَة على نهج الِاسْتِحْسَان ومحاورة تحسد عَلَيْهَا الْعُيُون الآذان وأشعار قد سرقت نسمَة الاسحار من لطفها لطفا وَجرى طرف فصاحتها فى ميادين البلاغة فَلم يتْرك أَمَامه طرفا وَمن شعره قَوْله من قصيدة مستهلها
(بَين خبايا ضلوعى اللهب ... وَمن جفونى استهلت السحب)
(وفى فؤادى غليل منتزح ... يعاف أَن الديار تقترب)
(يَا بأبى الْيَوْم شادن غنج ... يعبث بِالْقَلْبِ وَهُوَ يلتهب)
(يسنح لَكِن بصفحتى رشأ ... وَالْقد ان ماد دونه القضب)
(صفر وشاح يزينه هيف ... لَيْسَ كخود يزينه الْقلب)
... ان لَاحَ فى الحى بدر طلعته ... فالشمس فى الافق مِنْهُ تحتجب)
(أشنب لم تحك برق مبسمه ... يَا برق الا وفاتك الشنب)
(يطفو على الثغر فى مقبله ... حباب ظلم وحبذا الحبب)
(كَأَنَّهُ لُؤْلُؤ تبدده ... أيدى عذارى أفْضى بهَا اللّعب)
(مَا مر فى الحلى وَهُوَ مؤتلق ... الا ازدهى الحلى ثغره الشنب)
(يعطو بجيد كقرطه قلق ... وَالْقلب مَا جال مِنْهُ يضطرب)
(وسانحات نفثن فى عقدا لَا لباب سحرًا ودونه العطب ... )
(بِهِ اختلسن الْفُؤَاد من كثب ... واقتاد جسمى السقام والوصب)
(تجرح مِنْهُنَّ مهجتى مقل ... يفعلن مَا لَيْسَ تفعل القضب)
(ظعن وَالْقلب فى ركائبهم ... يخْفق والجسم للضنى نهب)
(من فَوق خلبى وضعت صَاح يدى ... فَلم أَجِدهُ وصدها لَهب)
هَذَا أدق من قَول المتنبى
(ظلت بهَا تنطوى على كبد ... نضيجة فَوق خلبها يَدهَا)
(لما تيقنت أَن روحتهم ... لَيْسَ لَهَا مَا حييت مُنْقَلب)