سَمِعت أَبَا الْقَاسِم جَعْفَر بن أَحْمد الرَّازِيّ يَقُول سَمِعت أَبَا الْحسن بن حديق وَأَبا الْعَبَّاس الفرغاني يَقُولَانِ لم يبْق فِي هَذَا الزَّمَان لهَذِهِ الطَّائِفَة إِلَّا رجلَانِ أَبُو عَليّ الرُّوذَبَارِي بِمصْر وَأَبُو بكر بن أبي سَعْدَان بالعراق وَأَبُو بكر أفهمهما
سَمِعت أَبَا الْقَاسِم الرَّازِيّ يَقُول سَمِعت أَبَا بكر بن أبي سَعْدَان يَقُول من صحب الصُّوفِيَّة فليصحبهم بِلَا نفس وَلَا قلب وَلَا ملك فَمَتَى نظر إِلَى شَيْء من اسبابه قطعه ذَلِك عَن بُلُوغ مقْصده
قَالَ وَسمعت أَبَا بكر بن أبي سَعْدَان يَقُول من علم بِعلم الرِّوَايَة ورث علم الدِّرَايَة وَمن عمل بِعلم الدِّرَايَة ورث علم الرِّعَايَة وَمن عمل بِعلم الرِّعَايَة هدي إِلَى سَبِيل الْحق
قَالَ وَسمعت ابْن أبي سَعْدَان يَقُول الشُّكْر أَن يشْكر على الْبلَاء شكره على النعماء
قَالَ وَسمعت أَبَا بكر بن أبي سَعْدَان يَقُول من سمع بأذنه حكى وَمن سمع بِقَلْبِه وعى وَمن عمل بِمَا يسمع هدى واهتدى
سَمِعت ابا بكر الرَّازِيّ يَقُول قَالَ ابْن أبي سَعْدَان الِانْقِطَاع عَن الْأَحْوَال سَبَب الْوُصُول إِلَى الله تَعَالَى
قَالَ لَو سَمِعت ابْن أبي سَعْدَان يَقُول من قابله بأفعاله قابله بعدله وَمن قابله بإفلاسه قابله بفضله وَلَا عمل أتم من الصدْق وَلَا أنور وَلَا أبلغ مِنْهُ وَقد قَالَ الله عز وَجل {ليسأل الصَّادِقين عَن صدقهم} الْأَحْزَاب: ٨