للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَوَقعت فِي رجل عُرْوَة الآكلة فقطعها من السَّاق وَلم يمسِكهُ أحد وَهُوَ شيخ كَبِير وَلم يدع ورده تِلْكَ اللَّيْلَة إِلَّا إِنَّه قَالَ (لقد لَقينَا من سفرنا هَذَا نصباً) وتمثل بِهَذِهِ الأبيات

لعمري مَا أهويت كفي لريبة

وَلَا نقلتني نَحْو فَاحِشَة رجْلي ... وَلَا قادني سَمْعِي وَلَا بَصرِي لَهَا

وَلَا دلَّنِي رَأْيِي عَلَيْهَا وَلَا عَقْلِي ... وَأعلم أَنِّي لم تصبني مُصِيبَة

من الدَّهْر إِلَّا قد أَصَابَت فَتى قبلي

وَقَالَ رَضِي الله عَنهُ اللَّهُمَّ إِن كنت ابْتليت فقد عافيت وَإِن كنت أخذت فقد أبقيت أخذت عضواً وأبقيت أَعْضَاء وَأخذت ابناًً وأبقيت أَبنَاء وَقدم على الْوَلِيد فِي تِلْكَ اللَّيْلَة رجل أعمى من بني عبس فَسَأَلَهُ عَن عَيْنَيْهِ فَقَالَ بت لَيْلَة فِي بطن وَاد وَلم أعلم فِي الأَرْض عبسياً يزِيد مَاله على مَالِي فطرقنا سيل فَذهب مَا كَانَ لي من مَال وَأهل وَولد غير بعير وَصبي وَكَانَ الْبَعِير صعباً فند (أَي شرد) فاتبعته فَمَا جَاوَزت الصَّبِي إِلَّا بِيَسِير حَتَّى سَمِعت صَوته فَرَجَعت فَإِذا رَأس الصَّبِي فِي بَطْنه فَقتله ثمَّ اتبعت الْبَعِير لأَخذه فنفحني بِرجلِهِ فَأصَاب وَجْهي فحطمه وأذهب عَيْني فَأَصْبَحت لَا أهل لي وَلَا مَال وَلَا ولد وَلَا بعير فَقَالَ الْوَلِيد انْطَلقُوا بِهِ إِلَى عُرْوَة ليعلم أَن فِي الأَرْض من هُوَ أَشد مِنْهُ بلَاء وَذكر أَن عُثْمَان رَضِي الله عَنهُ لما ضرب جعل يَقُول والدماء تسيل على لحيته لَا إِلَه إِلَّا أَنْت سُبْحَانَكَ إِنِّي كنت من الظَّالِمين اللَّهُمَّ إِنِّي أستعين بك عَلَيْهِم وأستعينك على جَمِيع أموري وَأَسْأَلك الصَّبْر على مَا ابتليتني وَقَالَ الْمَدَائِنِي رَأَيْت بالبادية امْرَأَة لم أر جلداً أَنْضَرُ مِنْهَا وَلَا أحسن وَجها مِنْهَا فَقلت تالله إِن فعل هَذَا بك الِاعْتِدَال وَالسُّرُور فَقَالَت كلا وَالله إِنِّي لبدع أحزان وَخلف هموم وسأخبرك كَانَ لي زوج وَكَانَ لي مِنْهُ ابنان فذبح أَبوهُمَا شَاة فِي يَوْم الْأَضْحَى وَالصبيان يلعبان فَقَالَ الْأَكْبَر للأصغر أَتُرِيدُ أَن أريك كَيفَ ذبح أبي الشَّاة قَالَ نعم فذبحه فَلَمَّا نظر إِلَى الدَّم جزع فَفَزعَ

<<  <   >  >>