وَالْحجر الْأسود فَقَالُوا لي قبرك بِمصْر وتؤذينا أَنْت هَا هُنَا قَالَت فانتبهت وَأثر اللَّطْمَة فِي خدي قَالَ أَبُو بكر وكشفت لي عَن وَجههَا فَرَأَيْت أثر اللَّطْمَة سوادا أَقَامَ نَحوا من أَرْبَعِينَ يَوْمًا ثمَّ تقشر وَذهب
فَيَنْبَغِي لمن زار الْقُبُور أَن يسلم على أَهلهَا وَأَن يَدْعُو لَهُم وَيسْأل الله عز وَجل فيهم وَيتْرك الْكَلَام عِنْدهم بِمَا لَا يحل والْحَدِيث على رؤوسهم بِمَا لَا يحب فَإِن كَانَ الْمُتَكَلّم لَا يدْرِي مِقْدَار مَا يَقُول فَإِن الْمَيِّت يدْرِي مِقْدَاره ويتحقق موقعه ويتبين ضَرَره فَوَاجِب عَلَيْك أَلا تؤذيه بِسَمَاع مَا لَا يُرِيد سَمَاعه وَألا تدخل عَلَيْهِ مَا لَا يُرِيد إِدْخَاله وَإِلَّا فَرُبمَا لم يَفِ لَك خير زيارتك إِيَّاه بشر مَا تنْقَلب بِهِ من عِنْده
كَانَ بقرطبة رجل من الزهاد المحتسبين يكنى بِأبي مَرْوَان وَكَانَ دينا فَاضلا طلب الْعلم وروى الحَدِيث وَسمع من مُحَمَّد بن وضاح وَسكن عِنْده إِلَى أَن مَاتَ وَصلى عَلَيْهِ ابْن وضاح وَدَفنه بمقبرة تعرف بمقبرة خلال وتعرف أَيْضا بمقبرة الْمَسَاكِين وَكَانَ ابْن وضاح بعد ذَلِك مَتى حضر جَنَازَة فِي تِلْكَ الْمقْبرَة مَشى إِلَى قبر أبي مَرْوَان هَذَا فَوقف بِهِ وَسلم عَلَيْهِ ودعا لَهُ فَحَضَرَ جَنَازَة فِي بعض الْأَيَّام فِي تِلْكَ الْمقْبرَة وأعجله أَمر عَن الْمَشْي إِلَيْهِ على عَادَته للسلام عَلَيْهِ وَالدُّعَاء لَهُ قَالَ ابْن وضاح فَلَمَّا كَانَت اللَّيْلَة المقبله رَأَيْت أَبَا مَرْوَان فِي نومي وَكَأَنَّهُ يَقُول لي يَا أَبَا عبد الله كن إِذا دخلت هَذِه الْمقْبرَة وقفت بِي وسلمت عَليّ ودعوت لي فأنست بك وفرحت بدعائك وَدخلت الْيَوْم فَلم تفعل شَيْئا من ذَلِك فَقلت لَهُ يَا أَبَا مَرْوَان وَإِنَّكُمْ لتعرفون من يقف بكم وَيسلم عَلَيْكُم فَقَالَ نعم وَلَقَد قعد ابْنك مُحَمَّد على قَبْرِي الْيَوْم مَعَ رجل مَا هُوَ إِلَّا يَهُودِيّ وَتكلم بِكَلَام مَا هُوَ إِلَّا كفر وَلَقَد تأذيت بقعودهما وكلامهما قَالَ ابْن وضاح فَلَمَّا أَصبَحت دَعَوْت ابْني مُحَمَّدًا فَقلت لَهُ أَيْن قعدت أمس إِذْ حَضَرنَا جَنَازَة فلَان قَالَ عِنْد قبر أبي مَرْوَان الزَّاهِد فَقلت مَعَ من قعدت فكتمني فَقلت لَهُ مَعَ من قعدت وعزمت عَلَيْهِ فَقَالَ لي مَعَ فلَان وأعلمني بالقاعد مَعَه فعرفته وَكَانَ ذَلِك الرجل مُولَعا بِبَعْض الْكَلَام وَقلت لَهُ فيمَ تكلمتم وفيم خضتم فَقَالَ تكلمنا فِي الْبَارِي تبَارك وَتَعَالَى وَفِي الْقُرْآن وَغير ذَلِك فَقلت
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute