وَهَذِه حِكَايَة صَحِيحَة عَن ابْن وضاح وَفِي بعض طرقها ان ابْنه قَالَ سُبْحَانَ الَّذِي جعل أَبَا مَرْوَان وَكيلا علينا فِي حَيَاته وَبعد مماته
وكما يتَأَذَّى الْمَيِّت رَحِمك الله بِمَا يسمع من الْكفْر فَكَذَلِك يتَأَذَّى بِمَا يسمع من الْفُحْش والهجر وَلكنه أَذَى دون أَذَى فَوَاجِب عَلَيْك أَلا تؤذيه بِقَلِيل وَلَا كثير وَإِن لم تَنْفَعهُ فَلَا تضره
وَمِمَّا يدلك على صِحَة وُصُول مَا يهدي الْحَيّ إِلَى الْمَيِّت قَوْله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا مَاتَ الْإِنْسَان انْقَطع عمله إِلَّا من ثَلَاث صَدَقَة جَارِيَة أَو علم ينْتَفع بِهِ أَو ولد صَالح يَدْعُو لَهُ
فدعاء الْوَلَد يصل إِلَى وَالِده وَينْتَفع بِهِ وَكَذَلِكَ أمره عَلَيْهِ السَّلَام بِالسَّلَامِ على أهل الْقُبُور وَالدُّعَاء لَهُم مَا ذَاك إِلَّا لكَون الدُّعَاء لَهُم وَالسَّلَام عَلَيْهِم يصل إِلَيْهِم ويأتيهم وَالله أعلم
ويروى أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ الْمَيِّت كالغريق فِي قَبره ينْتَظر دَعْوَة تلْحقهُ من ابْنه أَو أَخِيه أَو صديق لَهُ فَإِذا لحقته كَانَت أحب إِلَيْهِ من الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا وَالْأَخْبَار فِي هَذَا كَثِيرَة
قَالَ بشر بن مَنْصُور كَانَ رجل زمن الطَّاعُون يخْتَلف إِلَى الْمَقَابِر ثمَّ يسْتَقْبل الْقُبُور فَيَقُول أَمن الله روعتكم آنس الله وحشتكم رحم الله غربتكم تقبل الله حسناتكم تجَاوز الله عَن سَيِّئَاتكُمْ لَا يزِيد على هَؤُلَاءِ الْكَلِمَات قَالَ الرجل فَانْصَرَفت ذَات يَوْم وَلم أدع فَلَمَّا كَانَ اللَّيْل رَأَيْت فِيمَا يرى النَّائِم خلقا