للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

كَانَت تلبسه قَالَت عَبدة فرأيتها فِي مَنَامِي بعد دَفنهَا وَعَلَيْهَا حلَّة استبرق خضراء وخمار من سندس أَخْضَر لم أر قطّ شَيْئا أحسن مِنْهُمَا قَالَت فَقلت لَهَا يَا رَابِعَة مَا فعلت تِلْكَ الْجُبَّة الَّتِي كُنَّا كفناك فِيهَا والخمار الصُّوف قَالَت إِنَّمَا وَالله نزعا مني واستبدلت بهما هَذَا الَّذِي تَرين عَليّ وطويا وَختم عَلَيْهِمَا ورفعا فِي عليين ليكمل ثوابهما إِلَى يَوْم الْقِيَامَة قلت لَهَا فَمَا فعلت عُبَيْدَة بنت أبي كلاب قَالَت هَيْهَات هَيْهَات سبقتنا وَالله إِلَى الدَّرَجَات العلى قلت لَهَا وَبِمَ وَقد كنت أَنْت عِنْد النَّاس أكبر مِنْهَا قَالَت إِنَّهَا لم تكن تبالي على أَي حَال أَصبَحت من الدُّنْيَا وَلَا أمست قلت فَمَا فعل ضيغم بن مَالك قَالَت يزور الله عز وَجل مَتى شَاءَ قلت فَمَا فعل بشر بن مَنْصُور قَالَت بخ بخ أعطي وَالله فَوق مَا كَانَ يأمل

قَالَت فَقلت لَهَا فيمَ تأمرينني أَن أَتَقَرَّب إِلَى الله عز وَجل فَقَالَت عَلَيْك بِذكر الله فيوشك أَن تغتبطي بذلك فِي قبرك

وَقَالَ بعض الصَّالِحين رَأَيْت بشر بن مَنْصُور فِي النّوم بعد مَوته فَقلت لَهُ مَا فعل الله بك فَأَعْرض عني فَقلت لَهُ فضيغم بن مَالك قَالَ ركب إِلَى الله السَّاعَة

وَقَالَ ابْن ثَعْلَبَة العابد رَأَيْت ضيغم بن مَالك فِي النّوم بعد وَفَاته فَقَالَ لي يَا ابْن ثَعْلَبَة أما صليت عَليّ فَذكرت لَهُ شَيْئا مَنَعَنِي فَقَالَ أما أَنَّك لَو صليت عَليّ لربحت رَأسك يَقُول لنجوت وَغفر لَك

وَقَالَ أَبُو جَعْفَر السقاء صَاحب بشر بن الْحَارِث رَأَيْت بشر بن الْحَارِث ومعروفا الْكَرْخِي رَحْمَة الله عَلَيْهِمَا وهما جائيان وكأنهما فِي قبَّة أَو كَمَا قَالَ فَقلت من أَيْن قَالَا من جنَّة الفردوس زرنا كليم الله مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام

وَلما احْتضرَ حجاج الزَّاهِد قيل لَهُ مَا تشْتَهي قَالَ الله ثمَّ خرجت نَفسه فَرَآهُ بعض إخوانه فِي النّوم يمشي على حَائِط قَالَ فَرفعت رَأْسِي إِلَيْهِ وَأَنا أَمْشِي بِالْأَرْضِ فَقلت لَهُ أَبَا يُوسُف كَيفَ حالك وَكَيف أَنْت وعلام

<<  <   >  >>