للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ويروى عَن أبي بكر الصّديق رَضِي الله عَنهُ أَنه مرض فَقيل لَهُ أَلا نَدْعُو لَك طَبِيبا فَقَالَ قد رَآنِي فَقَالُوا وَأي شَيْء قَالَ لَك قَالَ قَالَ إِنِّي فعال لما أُرِيد

وَمرض أَبُو الدَّرْدَاء رَضِي الله عَنهُ فَقَالُوا لَهُ أَي شَيْء تشْتَهي قَالَ الْجنَّة قَالُوا نَدْعُو لَك طَبِيبا قَالَ الطَّبِيب أَمْرَضَنِي فَقَالَ لَهُ رجل من أَصْحَابه يَا أَبَا الدَّرْدَاء أتشتهي أَن أسامرك اللَّيْلَة فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاء أَنْت معافى وَأَنا مبتلى فالعافية لَا تدعك أَن تسهر وَالْبَلَاء لَا يدعني أَن أَنَام أسأَل الله الَّذِي لَا إِلَه إِلَّا هُوَ أَن يهب لأهل الْعَافِيَة الشُّكْر وَلأَهل الْبلَاء الصَّبْر

وَلما اشْتَدَّ الْمَرَض على عمر بن عبد الْعَزِيز جَاءُوهُ بطبيب فَلَمَّا دخل عَلَيْهِ وَرَآهُ قَالَ إِنَّه قد سقِِي السم وَلَا آمن عَلَيْهِ الْمَوْت فَرفع بَصَره عمر وَقَالَ لَا يُؤمن أَيْضا الْمَوْت على من لم يسق السم فَقَالَ الطَّبِيب وَهل أحسست بذلك يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ فَقَالَ نعم عرفت ذَلِك حِين وَقع فِي بَطْني قَالَ تعالج يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ فَإِنِّي أَخَاف أَن تذْهب نَفسك فَقَالَ عمر رَبِّي تبَارك وَتَعَالَى خير مذهوب إِلَيْهِ وَالله لَو علمت أَن شفائي عِنْد شحمة أُذُنِي مَا رفعت إِلَيْهِ يَدي اللَّهُمَّ خر لعمر فِي لقائك فَلم يلبث إِلَّا أَيَّامًا قَلَائِل حَتَّى مَاتَ رَضِي الله عَنهُ

وَمرض الرّبيع بن خثيم رَضِي الله عَنهُ فَقَالُوا لَهُ أَلا نَدْعُو لَك طَبِيبا فتفكر وَقَالَ أَيْن عَاد وَثَمُود وَأَصْحَاب الرس وقرون بَين ذَلِك كثير قد كَانَت فيهم الأدواء والأطباء فَلَا أرى المداوي بَقِي وَلَا المداوي كل قد قضى وَمضى وَالله لَا أَدْعُو لي طَبِيبا أبدا

وَذكر ابْن جَهْضَم فِي كِتَابه عَن أبي يَعْقُوب يُوسُف بن أَحْمد قَالَ خرجت إِلَى مَكَّة على طَرِيق الْبَصْرَة وَمَعِي جمَاعَة فُقَرَاء وَفِيهِمْ شَاب كنت أميل إِلَيْهِ لحسن سمته ومراعاة حَاله واشتهاره بِذكر ربه وَكَثْرَة مناجاته

<<  <   >  >>