وَقَالَ ابْن الْجَوْزِيّ أَيْضا رَحمَه الله فِي كتاب الطِّبّ الروحاني وَلَا يُنكر على من جمع مَا لَا غنى للنَّفس عَنهُ فاستغنى بِهِ عَن النَّاس وأغنى أَوْلَاده وبذل بعضه للمحتاجين إِلَّا أَنه لَا يَنْبَغِي بعد حُصُول الْمِقْدَار الْمُتَوَسّط أَن يضيع الزَّمن الشريف ويخاطر بِالروحِ فِي الْأَسْفَار
قَالَ وَاعْلَم أَن مُجَرّد إمْسَاك المَال لَا يُسمى بخلا لِأَن الْإِنْسَان قد يمسك لِحَاجَتِهِ ولحوادث دهره وَلأَجل عائلته ولقرابته قَالَ وَهَذَا كُله من بَاب الحزم فَلَا يذم
وَإِنَّمَا يَقع الْبُخْل على مَانع الْحق الْوَاجِب والتبذير فِيمَا يَأْمر بِهِ الْهوى وَينْهى عَنهُ الْعقل قَالَ وَاعْلَم أَن الْإِنْسَان قد يعْطى رزق شهر فِي يَوْم وَاحِد فَإِذا بذر فِيهِ بَقِي شهره يعاني الْبلَاء وَإِذا دبر فِيهِ عَاشَ شهره طيب الْعَيْش
قَالَ وَيَنْبَغِي للعاقل أَن يكْتَسب أَكثر مِمَّا يحْتَاج إِلَيْهِ ويقتني مِمَّا يعلم أَنه لَو حدث بِهِ حَادث كَانَ فِي المقتنى عوض عَمَّا ذهب
وَلَو جَاءَهُ أَوْلَاد أَو احْتَاجَ إِلَى فضل زَوْجَة أَو خَادِم أَو احْتَاجَ وَلَده إِلَى مثل ذَلِك كَانَ فِي كَسبه مَا يَكْفِيهِ
وَفِي الْجُمْلَة يَنْبَغِي أَن تكون النَّفَقَة أقل من الْكسْب
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute