للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الْإِنْسَان صَبيا ثمَّ مترعرعا يافعا ثمَّ ينْبت شعره فَيكون شَابًّا وَلم يَجْعَل الشيب من تَكْمِلَة الْعَيْش لِأَن من شَاب فقد مَاتَ قَالَ

(مَنْ شابَ قَدْ ماتَ وَهْوَ حَتّى ... يَمْشِي عَلى الأرْضِ مَشْيَ هالِكْ)

وَبَيت المتنبي من قَول ابْن الرُّومِي

(سُلِبْتُ سَوَادَ العارِضينَ وَقَبْلَهُ ... بَياضَهما المْحمُودَ إِذْ أَنا أمْرَدُ)

١٧ - الْغَرِيب الفاحم الْأسود الشَّديد السوَاد قَالَ الواحدي الْبيَاض فِي الشّعْر حسن وَلم يخضب الْبيَاض لِأَنَّهُ مستقبح وَلَكِن السوَاد أحسن مِنْهُ فالخاضب إِنَّمَا يطْلب الْأَحْسَن من لون الشّعْر قَالَ أَبُو الْفَتْح ذكر أَن الشيب لم يخضب لِأَنَّهُ قَبِيح وَلَكِن سَواد الشّعْر أحسن وَالْإِنْسَان إِذا شَاب علم أَنه كَبِير السن فزهد فِيهِ فَإِذا خضب ظهر للغواني أَنه شَاب فرغبن فِيهِ وَجَاء فِي الحَدِيث عَلَيْكُم بالخضاب فَإِنَّهُ زِينَة لنسائكم وهيبة لعدوكم وَسُئِلَ بعض الصَّحَابَة هَل خضب رَسُول الله

فَقَالَ لم يكن بِهِ من الشيب مَا يُوجب الخضاب وَقيل أَن عبد الْمطلب بن هَاشم نزل بِبَعْض الْمُلُوك فَأمر الْملك بخضابه فَقَالَ عبد الْمطلب

(فَلوْ دامَ لِي هذَا المَشيبُ رَضيِتُهُ ... وَكانَ بَدِيلا مِنْ شَبابٍ قَد انْصرَم)

قَالَ ابْن وَكِيع هُوَ من قَول ابْن الرُّومِي

(إنَّ خَيْراً مِنَ الشَّبابِ بَنُو الفَياَّضِ ... للِمُشترِي أوِ المُعْتاضِ)

١٨ - الْغَرِيب مَاء الشبية نضارتها والحيا مَقْصُورَة الْمَطَر وَالْخصب وَهُوَ الَّذِي تحيا بِهِ الأَرْض والبارق السَّحَاب ذُو الْبَرْق اللامع والشائم الَّذِي يرقب مَوضِع الْغَيْث والفازة الْقبَّة والخيمة وَكَانَ سيف الدولة فِي خيمة من ديباج قد وصفهَا أَبُو الطّيب فِي هَذِه القصيدة وتشيب إِلَى الْمَدْح بِأَحْسَن تشبب قَالَ إِن أحسن من مَاء الشبيبة الَّذِي اجْتمع النَّاس على الكلف بوقته ولاأسف لفقده جود يشبه الْغَيْث بكثرته لملك يخلف السَّحَاب بكرمه نرقبه من قبَّة وتنتجعه فِي فازة وَأَشَارَ بذلك إِلَى كرم سيف الدولة قد جمع لَهُ فِي الْبَيْت بَين ضروب وَمن الْمَدْح ثمَّ وصف الْقبَّة فَقَالَ عَلَيْهَا رياض الْبَيْت

١٩ - الْغَرِيب الرياض جمع رَوْضَة وَهِي الَّتِي ينبتها الْغَيْث وفيهَا الأزهار والدوح جمع دوحة وَهِي الشَّجَرَة الْعَظِيمَة من أَي الْأَشْجَار كَانَت والحمائم جمع حمامة

<<  <  ج: ص:  >  >>