الْمَعْنى شبه أَبْوَابهَا بِقطع الرياض إِلَّا أَن زهراتها مِمَّا لم تحكه أَي تنسجه وتصنعه أَيدي السَّحَاب وأغصان شَجَرهَا مُخَالفَة لأغصان سَائِر الْأَشْجَار لِأَنَّهَا لَا تتغنى عَلَيْهَا حمامها وَلَا تتجاوب طيورها فَأَوْمأ بِهَذَا الِاشْتِرَاط إِلَى أَنَّهَا صُورَة ممثلة وصناعات مؤلفة وَهَذَا نوع بديع من أَنْوَاع الْإِيمَاء وَالْإِشَارَة
٢٠ - الْغَرِيب الموجه من كل شَيْء ذُو الْوَجْهَيْنِ والسمط السلك وَقيل أَرَادَ بالسمط الدَّوَائِر الْبيض على حَاشِيَة تِلْكَ الأثواب الَّتِي اتَّخذت مِنْهَا الْخَيْمَة شبهها بالدر لبياضها إِلَّا أَنه من نظمه لم يثقبه لِأَنَّهُ لَيْسَ بدر حَقِيقِيّ الْمَعْنى يَقُول كل ثوب يسْتَقْبل من هَذِه الفازة فَوق حَوَاشِيه سموط لآلي تَجْتَمِع غير مثقوبة وتتألف غير منظومة يومىء بِهَذَا الإشتراط إِلَى أَنَّهَا لآلي ممثلة لَا حَقِيقِيَّة وَهُوَ من البديع
٢١ - الْمَعْنى يُرِيد أَنَّهَا خيمة فِيهَا أَصْنَاف الوحوش ضد كل جنس يسالمه وَهُوَ مَصَالِحه وَمن عَادَة الْحَيَوَان أَن يهارش بعضه بَعْضًا ويفترس بعضه بَعْضًا وَأَرَادَ بالمحاربة أَنَّهَا نقشت فِي صُورَة الْمُحَاربَة والمسالمة أَنَّهَا جماد لَا روح فِيهَا فتقاتل
٢٢ - الْغَرِيب المذاكي المسنة من الْخَيل دأيت الرجل أد أَي لَهُ دأبا إِذا ختلته مثل أدوات لَهُ ودأوت لَهُ لُغَة فِي دأيت ودأي الذِّئْب ليَأْخُذ الغزال وَرُوِيَ بِالذَّالِ الْمُعْجَمَة من ذأي الْإِبِل إِذا طردها وساقها والضراغم جمع ضرغام وَهُوَ الْأسد الْمَعْنى يَقُول إِذا ضربت الرّيح هَذَا الثَّوْب تحرّك حَتَّى كَأَنَّهُ يموج وَكَأن الْخَيل الَّتِي صورت عَلَيْهِ جائلة وَكَأن أسواد تختل الظباء لتصيدها وتطردها لتدركها
٢٣ - الْغَرِيب صُورَة الرُّومِي كَانَ قد صور فِي الْخَيْمَة صُورَة ملك الرّوم والأبلج هُوَ النَّفْي مَا بَين الحاجبين وَهُوَ من صفة السَّادة والتيجان لملوك الْأَعَاجِم والعمائم للْعَرَب وَفِي كَلَامهم الْقَدِيم العمائم تيجان الْعَرَب وَالسُّيُوف أرديتها والحبا جدرانها الْمَعْنى يَقُول صُورَة ملك الرّوم على هَذَا الثَّوْب ساجد لسيف الدولة وَقد خضع لَهُ وتذلل على عَادَته وَإِن كَانَ متوجا فَإِن التيجان فِي الْحَقِيقَة والعمائم الَّتِي على رَأس سيف الدولة وَإِن أرفع الرَّأْي رَأْي من تكون لَهُ الْغَلَبَة وتعرف مِنْهُ الْقُدْرَة وروى الواحدي لأباخ بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وَهُوَ المتكبر الْعَظِيم فِي نَفسه بَلخ بِالْكَسْرِ وتبلخ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute