- الْمَعْنى يُرِيد أَن صَاحب المَال بِلَا مجد فَقير وَصَاحب الْمجد بِلَا مَال مُتَوَجّه عَلَيْهِ زَوَال مجده لعدم المَال وَيُرِيد أَن صَاحب المَال إِذا لم يطْلب الْمجد بِمَالِه فَكَأَنَّهُ لَا مَال لَهُ لمساواته الْفَقِير وَهَذَا كُله من قَول الْحَكِيم أعظم النَّاس محنة من قل مَاله وَعظم مجده وَلَا مَال لمن كثر مَاله وَقل مجده
١٣ - الْمَعْنى يَقُول فى النَّاس من هُوَ دنئ الهمة يرضى بِدُونِ الْعَيْش وَلَا يبالى وَلَا يطْلب مَا وَرَاء ذَلِك ويرضى أَن يعِيش عَارِيا رَاجِلا وَهَذَا الْمَعْنى هُوَ الذى قد يصل الْعَارِف بِهِ للمعالى وَهُوَ من كَانَ يرضى بِهَذَا الْعَيْش طَائِعا لله تَعَالَى فَهَذَا عندى هُوَ صَاحب الهمة الْعَالِيَة
١٤ - الْمَعْنى يَقُول أَنا لى قلب لَيْسَ لَهُ غَايَة ينتهى إِلَيْهَا فى مَطْلُوب أجعَل لَهُ حدا لأنى إِذا جعلت لَهُ حدا من مطلوبى لَا يرضى بذلك بل يطْلب مَا وَرَاءه قَالَ أَبُو الْفَتْح وصف نَفسه بقلة الْعقل وَمَا أبعد قَوْله هَذَا من قَوْله
(لِسَرِىًّ لِبَاسه خَشِنُ الْقطن ... )
فَاسْتَكْثر المروى وَلم يذكر الديباج وَالْحلَل فَقَوله هُنَا سُقُوط وَقَوله لسرى جُنُون
١٥ - الْغَرِيب الشفوف جمع شف وهى الثِّيَاب الرقيقة تربه تنعمه الْمَعْنى يَقُول قلبى يَأْبَى التنعم وَإِنَّمَا يطْلب المعالى بِلبْس الدروع الَّتِى تثقله فَلَا يطْلب رفاهية لجسمه بِأَن يكسوه ثيابًا رقيقَة ناعمة فيختار لبس الدروع المثقلة على لبس الثِّيَاب الْخَفِيفَة لِأَنَّهَا أدعى إِلَى طلب الْفَخر والشرف
١٦ - الْغَرِيب التهجير السّير فى كل الهواجر والمهمه الفلاة الواسعة من الأَرْض والربد النعام الذى خالط سوادها بَيَاض الْمَعْنى يَقُول قلبى يكلفنى السّير فى كل هاجرة فى كل فلاة بعيدَة لَا لفرسى عليق إِلَّا نبتها وَلَا لى زَاد بهَا إِلَّا النعام أصيدها فآكلها
١٧ - الْمَعْنى قَالَ أَبُو الْفَتْح رجاؤه وقصده عشيرة من لَا عشيرة لَهُ وَقَالَ الواحدى رَجَاء أَبى الْمسك وقصدى إِيَّاه أمضى سلَاح أتقلده على الْحَوَادِث والنوائب يُرِيد أَنَّهُمَا يدفعان مَا أخافه وَهُوَ أحسن من قَول أَبى الْفَتْح وَهُوَ المخلص من أحسن المخالص
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute