للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

- يَقُول تتلون حالات الزَّمَان عَلَيْك فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء والشدة والرخاء وحالك وَاحِدَة لَا تخْتَلف فِي كرم نَفسك ونفاذ عزمك وَمَا يتكفل الله بِهِ من جميل الْعَاقِبَة لَك وَفِيه نظر إِلَى قَول الآخر

(لَا أُمْسِكُ المَالَ إلَاّ رَيْثَ أُتْلِفُهُ ... وَلا يُغَيّرِني حالٌ إِلَى حَال)

٤٣ - الْغَرِيب غيضت نقصت وَمِنْه وغيض المَاء تَقول غاض المَاء وغضته والجموم الْكثير تَقول بِئْر جموم إِذا كَانَ كثير المَاء وَفرس جموم كثير الجري والعلل هُوَ الشّرْب الثَّانِي بعد النهل والدخال أَن يدْخل بعير قد شرب بَين بَعِيرَيْنِ لم يشربا لِيَزْدَادَ شربا والغرائب جمع غَرِيبَة وَهِي الَّتِي ترد على الْحَوْض وَلَيْسَت لأهل الْحَوْض الْمَعْنى ضرب هَذَا مثلا وَهُوَ دُعَاء لَهُ بدوام عطائه يُرِيد لَا أعدم الله العفاة جزيل عطائك وتتابع إحسانك لِأَنَّك بَحر يتدفق مَعَ كَثْرَة الواردين لَهُ وَيزِيد مَعَ ترادف الشارعين فِيهِ وينال مِنْهُ الْغَرِيب القاصد كَمَا ينَال الْقَرِيب القاطن قَالَ الواحدي روى الْأُسْتَاذ أَبُو بكر الفرائت والدجال وَقَالَ هُوَ جمع فرات يُرِيد أَنهَار الْفُرَات المتشعبة مِنْهُ والدجال جمع دجلة وَيُرِيد بعللها مَا يُصِيبهَا من النُّقْصَان وَهَذَا تَصْحِيف وَالصَّحِيح الرِّوَايَة الأولى

٤٤ - الْمَعْنى يَقُول بَيَان فضلك على الْمُلُوك كبيان فضل الاسْتقَامَة على الْمحَال وَالْمعْنَى أَنْت تفضلهم كفضل الْمُسْتَقيم على المعوج

٤٥ - الْمَعْنى يَقُول إِن فضلت النَّاس وَأَنت من جُمْلَتهمْ فقد يفضل بعض الشَّيْء الْكل جملَة كالمسك وَهُوَ بعض دم الغزال يفضله فضلا كثيرا وَالْمعْنَى إِن فاق الْأَنَام وَهُوَ مُهِمّ وفضلهم مَعَ مشاركته فِي الْجِنْس لَهُم فآلك من دم الغزلان فِي أَصله وَسَائِر دم الْحَيَوَان يقصر عَنهُ وَرب وَاحِد قد بذ أمة وَبَعض قد فَاتَ جملَة قَالَ الواحدي قَالَ أَبُو الْحسن مُحَمَّد بن أَحْمد الشَّاعِر كَانَ سيف الدولة يسر بِمن يحفظ شعر أبي الطّيب فَأَنْشَدته يَوْمًا

(رأيْتُكَ فِي الذَِّينَ أرَى مُلُوكا ... )

فَقلت وَكَانَ أَبُو الطّيب حَاضرا هَذَا الْبَيْت وَالَّذِي يتلوه لم يسْبق إِلَيْهِ فَقَالَ سيف الدولة كَذَا حَدثنِي الثِّقَة أَن أَبَا الْفضل مُحَمَّد بن الْحُسَيْن قَالَ كَمَا قلت فأعجب المتنبي واهتز فَأَرَدْت أَن أحركه فَقلت إِلَّا أَن فِيهِ عَيْبا فِي الصَّنْعَة فَالْتَفت المتنبي الْتِفَات حنق وَقَالَ مَا هُوَ قلت قَوْلك مُسْتَقِيم فِي محَال والمحال لَيْسَ من ضد الاسْتقَامَة بل ضدها الاعوجاج فَقَالَ الْأَمِير هَب القصيدة جيمية فَكيف تعْمل فِي تَغْيِير قافية الْبَيْت الثَّانِي فَقلت عجلا كرد الطّرف

(فإنَّ البَيْضَ بَعْضُ دَمِ الدَّجاجِ ... )

فَضَحِك ثمَّ ضرب بِيَدِهِ الأَرْض وَقَالَ حسن مَعَ هَذِه السرعة إِلَّا أَنه يصلح أَن يُبَاع فِي سوق الطير لَا مِمَّا يمدح بِهِ أمثالنا يَا أَبَا الْحسن

<<  <  ج: ص:  >  >>