للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

(وَيخْلُفُ قَوْمٌ خِلافا لِقَوْمٍ ... وَيَنْطِقُ لِلأَوَّل الأوَّلُ)

وَالْأَصْل فِيهِ قَول النَّابِغَة

(حَسْبُ الخَلِيلَينِ أنَّ الأرْضَ بينهُما ... هَذَا عَلَيها وَهَذَا تَحٍ تَها بالي)

٣٨ - الْغَرِيب الجنادل جمع جندلة وَهِي الْحِجَارَة والرمال جمع رمل الْمَعْنى يَقُول كم عين كَانَت لعزتها وشرفها تقبل نَوَاحِيهَا فَصَارَت تَحت الأَرْض مكحولة بِالْحِجَارَةِ والرمل

٣٩ - الْغَرِيب المغضى الصابر عَن قدرَة والخطب الْأَمر الْعَظِيم وأصل الإغضاء إطباق الجفون بَعْضهَا على بعض الْمَعْنى يَقُول كم من إِنْسَان قد أغضى للْمَوْت وَكَانَ لَا يغضي للخطوب الشَّدِيدَة وَكم من بَال لَو رأى فِي جِسْمه هزالًا كَانَ يشْتَغل بِهِ ويفكر فِي أمره وَالْمعْنَى كم من إِنْسَان كَانَ يحذر الضير ويتوقعه نزل بِهِ الْمَوْت وأبلاه قبل مَا كَانَ يحذرهُ وَهُوَ ينظر إِلَى قَول البحتري يرثي غُلَاما لَهُ

(وأصْفَحُ لِلْبِلَى عَنْ ضَوْءِ وَجْهٍ ... غَنِيتُ يَرُوعُنِي فِيهِ الشُّحُوبُ)

٤٠ - الْغَرِيب استنجد من النجدة وَهِي الْإِعَانَة أَي اسْتَعِنْ الْمَعْنى يَقُول يَا سيف الدولة اسْتَعِنْ بِالصبرِ فَأَنت أَهله وَأثبت من الْجبَال فَلَا يُوجد مثلك فِي رزانتك وركانتك للجبال

٤١ - الْغَرِيب السجال الْحَرْب الَّتِي يتداول فِيهَا الْغَلَبَة وَذَلِكَ أدعى إِلَى شدتها وَهِي أَن تكون مرّة على هَؤُلَاءِ وَمرَّة على هَؤُلَاءِ وَمِنْه قَول أبي سُفْيَان لهرقل حِين سَأَلَهُ عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَيفَ انتم فِي حربه فَقَالَ الْحَرْب بَيْننَا سِجَال الْمَعْنى يَقُول أَنْت أهل العزاء لِأَن العزاء مِنْك يتَعَلَّم والجدير بِالصبرِ لِأَن الصَّبْر إِلَيْك ينْسب وَبِك يَقْتَدِي فِي الْإِقْدَام على الْمَوْت والنفاذ فِي غَمَرَات الْمَوْت والاستقلال بشدائدها وَمثله لديك الْجِنّ

(نَحْنُ نُعَزّيكَ وَمِنْكَ الهُدَى ... مُسْتَخْرَجٌ والنُّورُ مُسْتَقْبَلُ)

<<  <  ج: ص:  >  >>