للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

- الْغَرِيب الطباع والطبيعة بِمَعْنى وَاحِد وَهِي الخليقة الْمَعْنى يَقُول العاذل يُرِيد من قلبِي أَن يسلاكم وَقد جرى حبكم فِيهِ مجْرى الطبيعة وَحل فِيهِ مَحل الخليقة والطبيعة لَا تنقاد لناقلها وَلَا تتأتى لمخالفها وَهَذَا كَقَوْل الْعَبَّاس ابْن الْأَحْنَف

(لَا تحْسَبِيني عَنْكُمُ مُقَصِّراً ... إنّي عَلى حُبِّكِ مَطْبُوعُ)

وَأَصله من قَول حَاتِم

(وَلا مَا تَرَوْنَ اليَوْمَ إلَاّ طَبائِعا ... فكيفَ بَتر كي يَا ابنَ أُمَّ الطَّبائِعا)

قَالَ ابْن القطاع قد أفسد هَذَا الْبَيْت سَائِر الروَاة فَرَوَوْه وتأبى بِالتَّاءِ وَهُوَ غلط لَا يجوز قَالَ قَالَ لي شَيْخي أَخْبرنِي أَبُو عَليّ بن رشدين قَالَ لما قَرَأت هَذَا الْبَيْت قرأته بِالتَّاءِ فَقَالَ لم أقل هَكَذَا إِلَّا أَن الطَّبْع والطباع والطبيعة وَاحِد والطبع مصدر لَا يثنى وَلَا يجمع والطبيعة مُؤَنّثَة وَجَمعهَا طبائع والطباع وَاحِد مُذَكّر وَجمعه طبع ككتاب وَكتب وَلَيْسَ الطباع جمعا لطبع وَهَذَا الْبَيْت من كَلَام الْحَكِيم قَالَ الْحَكِيم نقل الطباع من رَدِيء الأطماع شَدِيد الِامْتِنَاع

٣ - الْمَعْنى يَقُول إِنَّه يعشق تحول جِسْمه يأنس باتصال سقمه ويعشق كل تاحل لمشابهته إِيَّاه فِي حَاله وَالْمعْنَى أعشق نحولي لِأَن عشقكم أدّى إِلَيْهِ قَالَ أَبُو الْفَتْح وَفِيه معنى قَول أبي الشيص

(أجِدُ المَلامَةَ فِي هَوَاكِ لَذِيذَةً ... حُبَّا لذِكْرِكِ فَلْيَلُمْنِي اللُّوَّمُ)

وَهُوَ معنى قَول الآخر

(أُحِبُّ لِحُبِّها السُّودانَ حَتَّى ... أُحِبُّ لأجْلِها سُودَ الكِلابِ)

٤ - الْمَعْنى يَقُول أحبكم وَأحب حبكم حَتَّى لَو ذهب الْحبّ عني لبكيت على فراقكم فَلَو فارقتموني وَلم أبك على فراقكم سلوا عَنْكُم بَكَيْت على مَا فَاتَ وَزَالَ من حبي لكم استغباطا لذَلِك فِيكُم واستعذابا لما أَلْقَاهُ بكم وَقَوله وَلَو زلتم وتعقبيبه فِي آخر الْبَيْت بالزائل من أَبْوَاب البديع فِي الشّعْر يعرف بالضدين

<<  <  ج: ص:  >  >>