للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

قَالَ الواحدي وَلقَوْل ابْن جنى وَجه حسن لم يقف عَلَيْهِ ابْن فورجة يَقُول إِن الْخَارِجِي كَانَ قد طمع فِي بَيْضَة الْإِسْلَام حَيْثُ ادّعى النُّبُوَّة فَجعل اللج لَهَا مثلا وَجعل سيف الدولة وَهُوَ قِطْعَة من عساكرنا وَوَاحِد من أمرائنا كالساحل وَقد غرق وَهُوَ فِي السَّاحِل فَكيف يصل إِلَى اللجة

٤١ - الْغَرِيب الْفَاصِل الْقَاطِع ويروي الْفَاضِل بالضاد وَالْفَاء وَهُوَ من صفة سيف الدولة الْمَعْنى يَقُول أما للخلافة من يشفق على سيفها أَو يمنعهُ من الحروب فِي الْقِتَال شَفَقَة عَلَيْهِ من أَن تصيبه آفَة فَتبقى الْخلَافَة وَلَا سيف لَهَا وَهَذَا سيفها الَّذِي بَان فَضله وارتضى سَعْيه

٤٢ - الْمَعْنى يَقُول لَيْسَ هُوَ سَيْفا فِي الْحَقِيقَة فَيحْتَاج إِلَى ضَارب وحامل وَإِنَّمَا هُوَ سيف الدولة المحامي عَنْهَا فَهُوَ يقطع الْأَعْدَاء من غير أَن يضْرب بِهِ ويسري إلَيْهِنَّ بِلَا حَامِل الْمَعْنى إِذا افْتقر السَّيْف إِلَى من يضْرب بِهِ كَانَ مُنْفَردا بِفِعْلِهِ وَإِذا التجأ إِلَى من يحملهُ كَانَ مكتفيا بِنَفسِهِ

٤٣ - الْغَرِيب النقا الْكَثِيب من الرمل والجماجم جمع جمجمة والناخل فَاعل من نخل ينخل الْمَعْنى يَقُول تركت جماجم أَصْحَاب الْخَارِجِي وَقد فَارَقت أجسامها فِي الرمل لما أوقعت بهَا من الضَّرْب حَتَّى اخْتلطت بالرمل فَلم يتَخَلَّص لناخلها وَالْمعْنَى دست رُءُوسهم بحوافر الْخَيل حَتَّى لَو نخل الرمل الَّذِي قَتلتهمْ بِهِ لم يحصل من رُءُوسهم شَيْء

٤٤ - الْمَعْنى يَقُول لَو قدرت السبَاع على النُّطْق لأثنت بِمَا شملها من إحسانك بِكَثْرَة الْقَتْلَى فكأنك بِمَا أوليتها من لُحُوم الْقَتْلَى أنبت لَهَا ربيعا وَهَذَا ترشيح للاستعارة بِأَن السبَاع لَا تَأْكُل الْحَشِيش وَلما اسْتعَار الرّبيع اسْتعَار النبت لَهُ وَالْمعْنَى أنبت من أَجْسَادهم ربيع السبَاع فأخصبت فِي لحومها إخصاب السَّائِمَة فِي ربيعها فأثنت بِمَا عَمها من فضلك وشملها من إحسانك وَهَذَا الْبَيْت من أحسن الْكَلَام وَهُوَ مَبْنِيّ على الِاسْتِعَارَة وَمثله قَوْله

(وكانَ بِها مِثْلُ الجُنُونِ فأصْبَحَتْ ... وَمِنْ جُثَثِ القَتْلَى عَليها تَمائِمُ)

<<  <  ج: ص:  >  >>