للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

بِسيف مَاض على فرس كريم حَائِل قيل إِن الْخَارِجِي كَانَ يَقُول لَا آتى إِلَّا بِمَا يَأْمُرنِي الله بِهِ فَكَانَ يَدعِي النُّبُوَّة

٣٨ - الْغَرِيب غناك أَي سَمِعت صَوت رنته والكاهل أَعلَى مُجْتَمع الْكَتِفَيْنِ الْإِعْرَاب إِذا مَا ضربت صفة لقَوْله بماض الْمَعْنى يَقُول هَذَا السَّيْف إِذا ضربت بِهِ رَأس أحد بَرى رَأسه وَوصل إِلَى عظم الْكَاهِل فَجعل ذَلِك الصَّوْت كالغناء وَهُوَ من قَول النمر بن تولب

(تَظَلُّ تَحْفِرُ عَنْهُ إنْ ضَرَبْتَ بِه ... بُعْدَ الذّرَاعَينِ والسَّاقَينِ وَالْهَادِي)

وَمثله لأبي نواس

(إذّا قامَ غَنَّتْهُ عَلى السَّاقِ حِلْيَةٌ ... لَهَا خَطْوُهُ وَسْطَ الفِناءِ قَصِيرُ)

وَقد نظر إِلَى قَول مزرد

(مِنَ المُلْسِ هِنْديّ مَتى يَعْلُ حَدُّهُ ... ذُرَا البَيْضِ لمْ تَسْلَمْ عليهِ الكوَاهلُ)

٣٩ - الْمَعْنى يَقُول لَيْسَ الْخَارِجِي بِأول من دَعَتْهُ همته إِلَى مَالا يَنَالهُ يُرِيد أَنه طمع فِي الْإِمَارَة وَالْولَايَة وَالْمعْنَى لَيْسَ هُوَ بِأول من هم بِمَا يمْتَنع عَلَيْهِ ورام مَا لَا يجد سَبِيلا إِلَيْهِ

٤٠ - الْغَرِيب اللج العميق من الْبَحْر والموج جمع موجة والساحل جَانب الْبَحْر الْمَعْنى يَقُول إِن هَذَا الْخَارِجِي فِيمَا يتعاطاه من مقاومة جَيش سيف الدولة وعجزه عَن أقلهَا وَمَا رامه من التَّعَرُّض لشدَّة عَزَائِمه وهلاكه بأيسرها كمن يُرِيد أَن يَخُوض لجة الْبَحْر ويضعف عَن الْوُقُوف فِي شطه وَيُرِيد اقتحام معظمه والموج يغمره فِي ساحله وَالْمعْنَى أَنه يتَعَرَّض للصعب الْكَبِير وَهُوَ يعجز عَن السهل الحقير قَالَ أَبُو الْفَتْح يشمر للج يُرِيد تمويهه على الْأَعْرَاب واستغواءه إيَّاهُم وادعاءه فيهم النُّبُوَّة قَالَ وَيَعْنِي بالموج عَسْكَر سيف الدولة قَالَ ابْن فورجة أَي تمويه فِي أَن يشمر هَذَا الرجل عَن سَاقه لحوض اللجة وَالَّذِي أَرَادَ أَبُو الطّيب أَنه يدبر فِي ملاقاة مُعظم الْعَسْكَر والتوغل فِيهِ حَتَّى يصل إِلَى سيف الدولة وَيَأْخُذ الأهبة لذَلِك فَهُوَ كالمشمر عَن سَاقه لخوض مَاء وَقد غمره الموج فِي ساحله يُرِيد أَنه قد غرق فِي أَطْرَاف عسكره وَغلب بأوائله فَذهب تَدْبيره بَاطِلا

<<  <  ج: ص:  >  >>