للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وَالْمعْنَى معاليهم تذْهب عَنْهُم حزن الْمُصِيبَة لِأَن الْجزع من أَخْلَاق اللئام وَمن علت همته علا قدره وَلم يجزع لما أَصَابَهُ بل يسْتَقلّ بكسب المحامد عَن كل شغل لِأَن كسب الثَّنَاء يشغلهم عَن غَيره

١٠ - الْإِعْرَاب رفع أقل على خبر الِابْتِدَاء أَي هم أقل وَقَوله وأقدم يُرِيد وَأَشد إقداما وَإِنَّمَا أَخذه من قدم يقدم وَهُوَ رَاجع إِلَى معنى الْإِقْدَام لِأَن الْإِقْدَام على الشَّيْء قرب مِنْهُ وَهُوَ مَوْجُود فِي الْقدوم وَقد قَالَ حسان بن ثَابت

(كِلْتاهُمَا حَلَبُ العَصِيرِ فعاطِني ... بزُجاجَةٍ أرْخاهَما للْمَفْصَلِ)

أَرَادَ أَشد إرخاء وَقد قَالَ ذُو الرمة

(بأضْيَعَ مِنْ عَيْنَيْكَ للدَّمْعِ كُلَّما ... تَوَهَّمْتَ رَبْعا أوْ تذكَّرتَ مَنزِلاً)

الْغَرِيب الرزايا جمع رزية وَهِي مَا يرزأ بِهِ الْإِنْسَان موت وَغَيره والجحفل الْعَسْكَر الْعَظِيم والنبل جمع نبلة وَهِي السِّهَام الْمَعْنى يَقُول إِن رَهْط سيف الدولة أقل بالرزايا مبالاة من الرماح المتوقعة وأقعد بَين الجيشين المتقابلين من السِّهَام الْمُرْسلَة وَالْمعْنَى لَا يبالون بِمَا يصيبهم كَمَا لَا يُبَالِي بهَا من لَا يعرفهَا وَقَوله من القنا لِأَنَّهُ جماد لَا يعرف الرزايا فشبههم لجراءة أنفسهم وجلدهم على الرزايا إِذا طرقهم بِالرِّمَاحِ والسهام الَّتِي تصيب وَلَا تصاب وتهاب وَلَا تهاب

١١ - الْإِعْرَاب نصيب عزاءك بِفعل مُضْمر تَقْدِيره تعز عزاءك وَقيل على الإغراء الزم عزاءك والمقتدي بِهِ فِي مَوضِع نصب نعتا للعزاء وَالضَّمِير فِي بِهِ للعزاء الْغَرِيب النصل حَدِيدَة السَّيْف الْمَعْنى يَقُول الزم عزاءك الَّذِي يَقْتَدِي بِهِ النَّاس فَأَنت الأسوة فِي غَيْرك والأوحد فِي فضلك وَأَنت سيف والشدائد إِنَّمَا تلقي السَّيْف يكشفها بحدته وَينفذ فِيهَا بصرامته وَهُوَ يلقى شدَّة الْحَدِيد من الدروع والجواشن وَالْمعْنَى اصبر وَلَا تجزع فَأَنت تعلم النَّاس الصَّبْر

١٢ - الْإِعْرَاب رفع مُقيم على خبر الِابْتِدَاء يُرِيد أَنْت مُقيم وَيجوز أَن يكون نعتا لنصل

<<  <  ج: ص:  >  >>