للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الْغَرِيب الهيجاء تمد وتقصر وَهِي من أَسمَاء الْحَرْب والصوارم جمع صارم وَهُوَ السَّيْف الْمَعْنى يُرِيد أَنْت مُقيم فِي كل منزل من منَازِل الْحَرْب تأنس بهَا وَلَا تستوحش لَهَا حَتَّى كَأَن صوارمها أهلك وأسلحتها رهطك تنصرك وَلَا تخذلك وتظفرك وَلَا يظفر بك فكأنك إِذا كنت بَين السيوف كنت فِي أهلك وَهُوَ من قَول الطَّائِي

(لِتَعْلَمَ أنَّ الغُرَّ مِنْ آلِ مُصْعَبٍ ... غَداةَ الوَغَى آلُ الوَغى وأقارِبُهْ)

وَمثل قَوْله أَيْضا قَالَ ابْن وَكِيع

(حَنَّ إِلَى المَوْتِ حَتَّى ظَنَّ جاهِلُهُ ... بأنَّهُ حَنَّ مُشْتاقا إِلَى الوَطَنِ)

١٣ - الْغَرِيب أصل الْعبْرَة تردد الْبكاء فِي الصَّدْر وَتردد الدُّمُوع فِي الْعين وَامْرَأَة عَابِر بِغَيْر هَاء إِذا تهيأت للبكاء الْمَعْنى يَقُول لم أر أحدا لَا يُطِيع دمعه الْحزن سواهُ وَإنَّهُ أثبت النَّاس عقلا إِذا أذهب الْخَوْف عقول الرِّجَال عِنْد الْحَرْب يُشِير بذلك إِلَى استسهاله لأمرها واستقلاله بحملها وَالْمعْنَى أَنه صابر عِنْد الشدائد ثَبت فِي الحروب

١٤ - الْغَرِيب السَّلِيل الْوَلَد وَالْأُنْثَى سليلة قَالَت هِنْد بنت النُّعْمَان

(وَما هِنْدٌ إِلَّا مُهْرَةٌ عَرَبِيَّةٌ ... سَلِيلة أفْراسٍ تَجَلَّلَها نَغْلُ)

والنغل الخسيس من النَّاس وَالدَّوَاب وَرَوَاهُ الْجَوْهَرِي بغل بالغين قَالَ عبد الله بن بَرى فِيمَا أَخذ عَلَيْهِ هُوَ تَصْحِيف لِأَن الْبَغْل لانسل لَهُ والفوارس جمع فَارس وَالرجل جمع راجل يُقَال رجل وراجل ورجلة ورجالة وَرِجَال وَرِجَال ورجالي وأراجل وأراجيل وَقَوله تَعَالَى {فرجالا أَو ركبانا} جمع راجل الْمَعْنى يَقُول مُتَعَجِّبا بأَمْره ومنبها على جلالة قدره إِن الْمَوْت حتم من الله على جَمِيع خلقه تخَالفه المنايا فتخترم نفس ابْنه وتخون عَهده فِي وَلَده وتنصره فِي حربه وَتُطِيعهُ عِنْد مواقعته لعَدوه وَفِي هَذَا شَاهد على أَن الْمَوْت لَا يدْفع بِقُوَّة وَلَا يمْتَنع مِنْهُ برفعة وَفِيه نظر إِلَى قَول مُسلم بن الْوَلِيد

(أَلْم تَعْجَبْ لَهُ أنَّ المَنايا ... فَتَكْنَ بِهِ وَهُنَّ لهُ جُنُودُ)

١٥ - الْغَرِيب الْحَوَادِث جمع حَادِثَة وَهِي مَا يحدث الدَّهْر على الْإِنْسَان والفرند جَوْهَر السَّيْف وماؤه ويبدو يظْهر

<<  <  ج: ص:  >  >>