للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الْمَعْنى يَقُول إِن الْحَوَادِث لَا تذْهب بصبره وَلَا تخل بجلده وَلكنهَا تبقى ذَلِك وتظهره كَمَا يُبْدِي فرند السَّيْف صقله وَيظْهر بجلاله فَضله وَالْمعْنَى أَنه إِذا ابتلى بالحوادث ظهر صبره وَهُوَ مَنْقُول من قَول الطَّائِي

(بالقَتلَ أظْهَرَ صَقْلَ سَيفٍ أثُرَهُ ... فَبَدَا وَهَذَّبَتِ القُلوبَ هُمومُها)

١٦ - الْمَعْنى يَقُول من كَانَ ذَا نفس وَذَا طبيعة كطبيعتك وكريمتك فَفِي جلالته مَا يُغني نَفسه عَن كل حميم يفقده وَفِي كرم نَفسه مَا يسليه عَن كل مُهِمّ يطرقه لِأَنَّهُ يعرف أَن الْإِنْسَان لَا يَخْلُو عَن الْحَوَادِث وَمن عرف هَذَا وَطن نَفسه على فقد الْأَحِبَّة

١٧ - الْمَعْنى يَقُول مثل الْمَوْت وإتلافه الْأَرْوَاح كالسارق الَّذِي لَا يُمكن الاحتراس مِنْهُ لدقة شخصه كَذَلِك الْمَوْت لَا يدْرِي كَيفَ يَأْتِي وَلَا كَيفَ يسرق الْأَرْوَاح عَن الأجساد وَالْمعْنَى يُرِيد أَن الْمَوْت كسارق خَفِي شخصه شَدِيد أمره يصول دون كف يظهرها وَيسْعَى دون رجل ينقلها وَذَلِكَ أَشد لبطشه وأسرع لسعيه

١٨ - الْغَرِيب الشبل ولد السَّبع الْخَمِيس الْجَيْش الْعَظِيم الْمَعْنى ضرب هَذَا مثلا لقِيَام سيف الدولة بجليل الْأُمُور وَهُوَ مَعَ ذَلِك لَا يدْفع الْمَوْت عَن وَلَده وَالْمعْنَى أَنه يعجز عَن المخاتلة من لَا يعجز عَن المبارزة فَدلَّ بِهَذَا على أَن حوادث الدَّهْر لَا يمْتَنع مِنْهَا بِقُوَّة وَلَا بِدفع محتومها بِشدَّة يرد الْأسد الْجَيْش عَن ابْنه ويسلمه لأدنى النَّمْل عِنْد وِلَادَته فيحميه من الْعَظِيم الْكثير ويسلمه إِلَى الحقير الْيَسِير وَيُقَال إِن النَّمْل إِذا اجْتمع على ولد الْأسد أكله وأهلكه

١٩ - الْإِعْرَاب وليد خبر ابْتِدَاء مَحْذُوف تَقْدِيره المفدي بنفسي وليد وَيجوز رَفعه على مالم يسم فَاعله تَقْدِيره يفدى بنفسي وليد وَهَذَا خبر فِيهِ معنى التَّمَنِّي الْغَرِيب التطريق بِالْحملِ هُوَ أَن يخرج من الْوَلَد بعضه وَيبقى بعضه فِي الرَّحِم وطرقت النَّاقة بِوَلَدِهَا إِذا نشب فِي رَحمهَا وناقة مطرقة وَكَذَلِكَ الْمَرْأَة وَأنْشد أَبُو عُبَيْدَة لأوس بن حجر

(لَهَا صَرْخَةٌ ثُمَّ إسْكاتَةٌ ... كمَا طَرَّقَتْ بِنفاسٍ بِكُرْ)

<<  <  ج: ص:  >  >>