الْمَعْنى يَقُول بنفسي هَذَا الْمَوْلُود الَّذِي صَار بعد حمل الْأُم إِيَّاه إِلَى بطن أم يُرِيد الأَرْض لَا يعسر عَلَيْهَا خُرُوج من ضمته قَالَ الواحدي وَإِنَّمَا قَالَ لَا تطرق لِأَنَّهَا جماد لَا يُوصف بالتطريق وَإِن كَانَت تسمى أما إِمَّا نَكُون الْأَمْوَات فِي بَطنهَا وَإِمَّا لِأَن الله تَعَالَى قَادر على إِخْرَاج الْمَوْتَى من بَطنهَا بِسُرْعَة وسهولة كَمَا قَالَ الله تَعَالَى {فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَة وَاحِدَة فَإِذا هم بالساهرة} وَفسّر قوم هَذَا الْبَيْت بالضد وَقَالُوا معنى لَا تطرق لَا تخرج الْوَلَد من بَطنهَا والتطريق إِظْهَار الطَّرِيق من قَوْلهم طرق طرق أَي خل الطَّرِيق وَقَالُوا إِن المتنبي كَانَ لَا يَقُول بِالْبَعْثِ وَلَيْسَ كَمَا قَالُوا انْتهى كَلَامه وَالْمعْنَى إِلَى بطن أم يُرِيد أَن الأَرْض مِنْهَا مبدأ جَمِيع الْخَلَائق لقَوْله تَعَالَى {مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وفيهَا نعيدكم} فَلَمَّا كَانَ مِنْهَا بَنو آدم جعلت لَهُم أما
٢٠ - الْإِعْرَاب لَا يُقَال وعدته بِالْخَيرِ وَلَا يكون الْبَاء إِلَّا مَعَ أوعدته بِالشَّرِّ وَكَانَ الْوَجْه وعد السحابة للروى كَمَا تَقول عجبت من ضرب زيد لعَمْرو الْغَرِيب الروى المَاء الْكثير وَالْغلَّة الْعَطش وَمَاء روى ورواء كثير وَمَاء رواء بِالْفَتْح وَالْمدّ وروى بِالْكَسْرِ وَالْقصر الْمَعْنى يَقُول بدا هَذَا الْوَلِيد وشواهد الْكَرم بادية عَلَيْهِ ومخايله ظَاهِرَة فِيهِ فوعد من فَضله بِمثل مَا يعد السَّحَاب من ويله ثمَّ صد باخترام الْمَوْت فأبقى بِأَنْفُسِنَا مثل غلَّة الْبَلَد الْمحل إِذا منع من السَّحَاب الممطر
٢١ - الْغَرِيب الْخَيل الْعتاق الْكِرَام والركاب مَا يكون فِي سرج الدَّابَّة الْمَعْنى يَقُول مدت الْخَيل الْكِرَام عيونها إِلَيْهِ وتنافست عتاقها فِيهِ وارتقبت أَن يصير من السن إِلَى حَال يتعوض فِيهَا بالركاب من النَّعْل وبركوب الْخَيل عَن الْمَشْي
٢٢ - الْغَرِيب جَاشَتْ الْقدر إِذا غلت وهاجت والضروس الشَّدِيدَة العض الْمَعْنى يَقُول إِن الْأَعْدَاء خافوه وَهُوَ صبي فَكَأَن الْحَرْب قَامَت على سَاق وَقَوله وَمَا تغلى تَنْبِيه على أَن الْحَرْب قَامَت معنى لَا صُورَة وَالْمعْنَى هُوَ الْخَوْف وروى تغلى يُرِيد الْحَرْب وروى بِالْيَاءِ يُرِيد الطِّفْل وروى تفلى بِالْفَاءِ من فليت رَأسه بِالسَّيْفِ وروى تفلى بِالْقَافِ يُرِيد لم تبلغ حد البغض
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute