للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وَالْمعْنَى أَن الصَّبِي هُوَ فِي المهد ارتاع لَهُ جَيش الْأَعْدَاء واستعار للحرب جَاشَتْ من الغليان للقدر لِأَن الْحَرْب إِذا قَامَت على سَاق تغلى بالْكلَام

٢٣ - الْإِعْرَاب هَذَا اسْتِفْهَام إِنْكَار وتوبيخ الْغَرِيب الْفِطَام الفصال عَن الثدي وَهُوَ منع الصَّبِي من الرَّضَاع والتوارب لُغَة فِي التُّرَاب وَفِيه لُغَات تُرَاب وتوارب وتورب وتيرب وترب وتربة وترباء وتيراب وتريب وَجمع التُّرَاب أتربة وتربان والترباء الأَرْض نَفسهَا الْمَعْنى يَقُول أيفطمه التُّرَاب باشتماله عَلَيْهِ قبل بُلُوغه إِلَى أكل الطَّعَام وَيَأْكُل جِسْمه بإبلائه قبل بُلُوغه سنّ الْأكل وَهُوَ من قَول السّلمِيّ

(فَطَمَتْكَ المَنُونُ قَبْلَ الفِطامِ ... وَاحْتَوَاكَ النُقْصَانُ قَبْلَ التَّمامِ)

٢٤ - الْإِعْرَاب أَرَادَ قبل أَن يرى فحذفها وأعملها على رِوَايَة من روى وَيسمع بِالنّصب وَهُوَ مذْهبه لِأَنَّهُ كُوفِي وَقد ذكرنَا حجنا وَحجَّة أهل الْبَصْرَة فِي مَوَاضِع من هَذَا الْكتاب وَأَرَادَ من جوده مَا رَأَيْته من جودك فَحذف للْعلم بِهِ الْمَعْنى قبل أَن يرى من كرم جوده مَا رَأَيْته وَيشْهد من كثرته مَا شهدته وَيسمع من العذل فِيهِ كَالَّذي سَمِعت ويعرض عَنهُ كَمَا أَعرَضت وَدلّ بِكَثْرَة العذل على قلَّة إصغائه إِلَيْهِ

٢٥ - الْإِعْرَاب من روى فِي الْبَيْت وَقبل يرى وَيسمع بِالنّصب يكون يمسى فِي مَوضِع نصب إِلَّا أَنه سكنها ضَرُورَة الْغَرِيب السّلم المسالمة وَالسّلم الصُّلْح يذكر وَيُؤَنث وَيفتح وَيكسر وَقَرَأَ الحرميان وَعلي بن حَمْزَة ادخُلُوا فِي السّلم كَافَّة بِفَتْح السِّين وَقيل مَعْنَاهُ الْإِسْلَام وَالسّلم لُغَة فِي السَّلَام قَالَ الشَّاعِر

(وَقَفْنا فَقُلْنا إيهِ سِلْمٌ فَسَلَّمَتْ ... فَما كَانَ إلَاّ وَمْؤُها بالحَوَاجِبِ)

والوغى الْحَرْب والمليك وَالْملك وَاحِد قَالَ الله تَعَالَى {عِنْد مليك مقتدر} الْمَعْنى يُرِيد قبل أَن يلقى كَالَّذي تَلقاهُ من عَظِيم سلطانك وارتفاع شَأْنك فِي السّلم وجلالة قدرك وشهود ظفرك فِي الْحَرْب وَيصير ملكا لَا يماثل فِي حَالَة ملكه وسلطان لَا يعْتَرض أمره

<<  <  ج: ص:  >  >>