للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

أَو لغير ذَلِك من المضار الَّتِي تلْحق مواصل الغواني وَهَذَا كُله تَسْلِيَة لَهُ عَن وَلَده هَذَا قَول أبي الْفَتْح وَقَالَ ابْن فورجة إِنَّمَا الْمَعْنى أَنه نَهَاهُ عَن الْخلْوَة بامرأته لِئَلَّا تَلد فَقَالَ خلوتك بامرأتك أَذَى لَك فِي الْحَقِيقَة لِأَنَّهَا تجلب لَك ولدا تغم من أَجله وتتأذى بتربيته وَلَعَلَّ الْعَاقِبَة إِلَى الثكل

٣٠ - الْغَرِيب الْحَلْوَاء مَعْرُوفَة وَهِي تسْتَعْمل لكل مَا يستحلى الْمَعْنى يَقُول جربت حلاوة الْأَوْلَاد وَقت صباي فَوجدت الْأَمر على مَا قلته وَيجوز أَن يكون على الصِّبَا رَاجعا إِلَى الْبَنِينَ أَي على صبا الْبَنِينَ قَالَ الواحدي قَالَ ابْن جنى يَقُول لست أسليك إِلَّا عَمَّا قد فجعت بِهِ فَرَأَيْت الصَّبْر عَلَيْهِ أحزم من الأسى عَلَيْهِ وَهَذَا بعيد لِأَنَّهُ لم يتَقَدَّم هَذَا الْبَيْت مَا يدل على مَا قَالَه إِنَّمَا نقدم مَا ذَكرْنَاهُ انْتهى كَلَامه وَالْمعْنَى يُرِيد ذقت حلاوتهم فِي حَال صبوتي وعرفتهم حَقِيقَة الْمعرفَة ثمَّ لحظتهم بِعَين التيقن بعد تجربتي لأمرهم وإحاطتي بعلمهم فَلَا تَظنن أَن ذممتهم عَن غير معرفَة وزهدت فيهم دون تجربة

٣١ - الْغَرِيب الْأَزْمَان جمع زمن وزمان وَيجمع على أزمنة وأزمن ولقيته ذَات الزمين تُرِيدُ بذلك تراخي الْوَقْت الْمَعْنى يُرِيد أَنه وكد مَا قدمه من إحاطته بالأمور وَمَا حث عَلَيْهِ من الزّهْد فِي الدُّنْيَا وَقلة الأسف على الْوَلَد أَي مَا تسع الْأَزْمَان مَا أعلمهُ من أمرهَا واتيقنه من شدَّة نكدها يُرِيد أَنَّهَا تضيق عَن علمه وتعجز عَن الاشتمال عَلَيْهِ وَأَن الْأَيَّام لَا تحسن أَن تكْتب مَا أمليه وتضبط مَا أعده وَالْمعْنَى أَن الْأَيَّام الَّتِي تَأتي بالحوادث لَا تحسن أَن تكْتب مَا أمليه من الْحِكْمَة وَالْكَلَام النَّادِر فَكيف تعلمه

٣٢ - الْمَعْنى يُرِيد أَن الدَّهْر مَذْمُوم أمره شَدِيد مكره فَلَا تؤمل عِنْده حَيَاة وَلَا هُوَ مِمَّن يشتاق فِيهِ إِلَى نسل لِأَن مآل الْحَيَاة فِيهِ إِلَى الْمَوْت ومآل النَّسْل إِلَى الْقَبْر بعد طول الشّغل وَالنّصب ومعاناة الكد وللطلب وَمَا كَانَ كَذَلِك فالسرور يسير بِوُجُودِهِ والحزن غير وَاجِب عِنْد فَقده وَقَالَ الواحدي لِأَن الْوَلَد إِذا عَاشَ بعد لَقِي من مكاره الدَّهْر مَا ينغص عَلَيْهِ عيشه ويسأم مَعَه الْحَيَاة وَلِأَنَّهُ أَيْضا لَا يبْقى الْوَلَد بل يفجع بِهِ الْوَالِد

<<  <  ج: ص:  >  >>