للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

- ١ الْغَرِيب الْحلم النّوم والزيال المزايلة والزوال يُقَال زَالَ الشَّيْء زوالا وزالت الْخَيل بفرسانها زوالا وزيالا فقلبت الْوَاو يَاء للكسرة الَّتِي قبلهَا الْإِعْرَاب لَا بِمَعْنى لَيْسَ وَيجوز أَن تكون على وَجههَا وهم يستعملون لَا فعل مَوضِع لم يفعل وَمِنْه {فَلَا صدق وَلَا صلى} يُرِيد لم يصدق وَلم يصل والضميران فِي المصراع الأول والضميران فِي المصراع الثَّانِي الْجمع للحبيب وَإِن لم يجر لَهُ ذكر للْعلم بِهِ عِنْد السَّامع الْمَعْنى قَالَ الواحدي يصف شدَّة هجر الحبيب وَأَنه لَا يَأْتِيهِ فِي النّوم أَيْضا وهم إِذا وصفو الخيال بالامتناع من الزِّيَارَة فِي النّوم أَرَادوا بِهِ شدَّة هجر الحبيب كَقَوْل حبيب

(صَدَّتْ وعَلَّمَتِ الصُدُودَ خَيالَها ... )

وَلَا يتَصَوَّر تَعْلِيم الخيال للصدود وَلَكنهُمْ كَمَا يصفونَ الحبيب بِشدَّة الهجر يجْعَلُونَ هجر الخيال نوعا من صدوده يَقُول لم يزره الحبيب فِي النّوم يُرِيد أَن مُوجب رُؤْيَة الخيال فِي النّوم اسْتِدَامَة ذكر الْوَدَاع والفراق وَلَوْلَا أَنِّي أطلت تذكر وداعه ومفارقته وواصلت الْفِكر فِيهِ لَيْلًا وَنَهَارًا لما جَاءَنِي خياله وَالْمعْنَى تذكري فِي الْيَقَظَة الْوَدَاع والفراق أَرَانِي خياله وَلَو غفلت عَن ذكره لم أره فِي النّوم وَالْمعْنَى أَن مُوجب رُؤْيَة الخيال اسْتِدَامَة ذكر الْوَدَاع والفراق وجود الْحلم بالحبيب وجوده بمثاله وَجعل ذَلِك أَبُو الطّيب شَيْئَيْنِ ظنا مِنْهُ أَنه يرى الحبيب فِي النّوم وَيرى خياله ورؤية الحبيب فِي النّوم رُؤْيَة خياله لَا رُؤْيَة شخصه بِعَيْنِه وَهَذَا كَلَام مَنْقُول من كَلَام أبي الْفَتْح وَالْمعْنَى أَن الأحلام لم تكن فِي قدرتها أَن تجود بِمن أحبه فتقر بِهِ وَلَا بِمَا يُشبههُ فتمثله لَوْلَا مَا يَدْعُو إِلَى ذَلِك من التَّذَكُّر بوداعه عِنْد فرقته وزياله عِنْد رحيله وَهُوَ مَنْقُول من قَول الآخر

(نَمْ فَمَا زَارَكَ الخَيالُ وَلَكِنَّكَ ... بالفِكْرِ زُرْتَ طَيْفَ الخَيالِ)

٢ - الْإِعْرَاب رفع الْمَنَام بِفِعْلِهِ وَالتَّقْدِير الَّذِي أعَاد لنا الْمَنَام خياله وَنصب خيال لِأَنَّهُ خبر كَانَ وَلَيْسَ هُوَ مفعول إِعَادَته وَأقَام الْمصدر مقَام الْمَفْعُول لِأَنَّهُ يُرِيد بِالْإِعَادَةِ الشَّيْء الْمعَاد كوقوع الْخلق موقع الْمَخْلُوق

<<  <  ج: ص:  >  >>