٨ - الْإِعْرَاب نصب مثل بِفعل مُضْمر تَقْدِيره أبغضه مثل وَيجوز أَن يكون بيهجرنا أَي يهجرنا مثل هَذِه الْأَشْيَاء الَّتِي حدثت من ترحال الحبيب وَالْمعْنَى لما فَارَقت من أحبه حدثت هَذِه الْأَشْيَاء بفرقته وعدمته فشكوتهن بعد رحيله وَكَذَلِكَ الطيف إِنَّمَا زار زمن الهجر وطرق عِنْد امْتنَاع الْوَصْل
٩ - الْغَرِيب استقدت اقتصصت وَهُوَ استفعلت من الْقود وَالْأَصْل فِيهِ أَن الرجل إِذا قتل الآخر يُقَاد الْقَاتِل إِلَى أهل الْمَقْتُول فَرُبمَا قَتَلُوهُ وَرُبمَا عفوا عَنهُ والبلبال الهموم والحزن الْمَعْنى يُرِيد قدرت من الْهوى على مَا أردْت فعففت عَنهُ واقتصصت بذلك من الْهوى وَجَعَلته جَزَاء لفعله وَالْمعْنَى إِن كَانَ الْهوى قد لَحِقَنِي مِنْهُ حزن وهموم فقد استقدت مِنْهُ وأذقته من عفتي مَا هُوَ جَزَاء لَهُ قَالَ أَبُو الْفَتْح يحْتَمل هُنَا وَجْهَيْن أَحدهمَا أَن يكون الْعرض فَيكون هَذَا من مُبَالغَة الشّعْر الَّتِي لَيست لَهَا حَقِيقَة وَالْآخر أَن يُرِيد الْمَرْأَة الَّتِي شَبَّبَ بهَا فَيكون على حذف الْمُضَاف أَي ذَات الْهوى وَالْمعْنَى أذقته من الأسف بالعفة الَّتِي سهلت على خلابه كَمَا أذاقني