للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

- الْغَرِيب الْجيد الْعُنُق الْمَعْنى شبه مَا فِي قلادته من الدّرّ بالكواكب وخلخاله بِعَين الشَّمْس يُرِيد لمعان خلخاله وَذكر أَنه يجنى الْكَوَاكِب من تِلْكَ القلائد بتناوله لَهَا وينال عين الشَّمْس من تِلْكَ الخلاخل بلمسه إِيَّاهَا فأحرز قصبات التَّشْبِيه فِيمَا شبه بِهِ مِمَّا لَا زِيَادَة عَلَيْهِ فِي حسن النّظر وَأَشَارَ إِلَى المعانقة وَالْمُلَامَسَة بِأَحْسَن إِشَارَة وَعبر عَنْهَا بِأَحْسَن عبارَة فَجعل مد يَده إِلَى تِلْكَ الفرائد جنيا للكواكب وَإِلَى الخلخال نيلا لعين الشَّمْس قَالَ الواحدي وَيجوز أَن يكون التَّشْبِيه فِي الْبعد لَا فِي الصُّورَة أَي مَا كُنَّا نظن أَن نرَاهُ فَلَمَّا رَأَيْنَاهُ صَبرنَا نرى بقلائده الْكَوَاكِب وبخلخاله الشَّمْس وَالْمعْنَى أَنه رأى فِي الْمَنَام مَا لم يصل إِلَيْهِ فِي الْيَقَظَة

٥ - الْإِعْرَاب اسْتعْمل الْهَاء الْأَصْلِيَّة فِي الواله وصلا وَهِي لَام الْكَلِمَة وَهِي جَائِزَة الْغَرِيب الوله التحير وَهُوَ ذهَاب الْعقل بِشدَّة الْحبّ ويروى ظن الْفُؤَاد بالظاء الْمُعْجَمَة وَالنُّون يُرِيد فِي ظَنِّي وفكري ويروى طي الْفُؤَاد وَهُوَ ضد النشر ويروى ظن الْفُؤَاد وَلَيْسَ بِشَيْء الْمَعْنى يَقُول مؤكدا لما ذكر قبل ارتحلتم عَن مرأى الْعين الَّتِي قرحت بِكَثْرَة الْبكاء لبينكم وسكنتم ظن الْفُؤَاد الواله بحبكم المشغول بذكركم الْمَقْصُور على مثلكُمْ فالقلب لَا يَخْلُو من ذكراكم وَهُوَ مَنْقُول من قَول الآخر

(فقُلْتُ لَمْ تَبْعُدْ نَوَى غائِبٍ ... غابَ عَنِ العَينِ إِلَى القَلْبِ)

وَمن قَول ابْن المعتز

(إنَّا عَلى الْبِعادِ والتَّفَرُّقِ ... لَنَلْتَقِي بالذّكرِ إنْ لَمْ نلْتَقِ)

وَمن قَول الآخر

(لَئِنْ بَعُدَتْ عني لَقَدْ سَكَنَتْ قَلبي ... مشِيَّانَ عِنْدِي غايَةُ البُعْدِ والقُرْبِ)

٦ - الْمَعْنى يُرِيد أَن الْقلب استدناكم بفكره فالدنو من قبله وسمحتم بالزيارة لِكَثْرَة فكره فِيكُم فَكَانَ السماح على الْحَقِيقَة مِنْهُ لَا مِنْكُم فلوخلا الْقلب مِنْكُم لم يحصل هَذَا الدنو والضميران فِي عِنْده وَمَاله للقلب أَو للعاشق وَلما ذكر السماح ذكر مَعَه المَال لتجانس الصَّنْعَة وأجراه على طَرِيق الِاسْتِعَارَة

<<  <  ج: ص:  >  >>