وَنَظِيره أَيْضا قَوْله عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام كل مَوْلُود يُولد على الْفطْرَة حَتَّى يكون أَبَوَاهُ هما اللَّذَان يُهَوِّدَانِهِ أَو ينصرَانِهِ لَا يجوز أَن يعلق حَتَّى ب يُولد لِأَن الْولادَة لَا تستمر إِلَى هَذِه الْغَايَة بل الَّذِي يسْتَمر إِلَيْهَا كَونه على الْفطْرَة فَالصَّوَاب تَعْلِيقهَا بِمَا تعلّقت بِهِ على وَأَن على مُتَعَلقَة بكائن مَحْذُوف مَنْصُوب على الْحَال من الضَّمِير فِي يُولد ويولد خبر كل
الرَّابِع قَول الشَّاعِر
٩٢٩ - (تركت بِنَا لوحا وَلَو شِئْت جادنا ... بعيد الْكرَى ثلج بكرمان نَاصح)
فَإِن الْمُتَبَادر تَعْلِيق بعيد الْكرَى بجاد وَالصَّوَاب تَعْلِيقه بِمَا فِي ثلج من معنى بَارِد إِذْ المُرَاد وصفهَا بِأَن رِيقهَا يُوجد عقب الْكرَى بَارِدًا فَمَا الظَّن بِهِ فِي غير ذَلِك الْوَقْت لَا أَنه يتَمَنَّى أَن تجود لَهُ بِهِ بعيد الْكرَى دون مَا عداهُ من الْأَوْقَات واللوح بِفَتْح اللَّام الْعَطش
الْخَامِس قَوْله تَعَالَى {فَلَمَّا بلغ مَعَه السَّعْي} فَإِن الْمُتَبَادر تعلق مَعَ ببلغ قَالَ الزَّمَخْشَرِيّ أَي فَلَمَّا بلغ أَن يسْعَى مَعَ أَبِيه فِي أشغاله وحوائجه قَالَ وَلَا يتَعَلَّق مَعَ ببلغ لاقْتِضَائه أَنَّهُمَا بلغا مَعًا حد السَّعْي وَلَا بالسعي لِأَن صلَة الْمصدر لَا تتقدم عَلَيْهِ وَإِنَّمَا هِيَ مُتَعَلقَة بِمَحْذُوف على أَن يكون بَيَانا كَأَنَّهُ قيل فَلَمَّا بلغ الْحَد الَّذِي يقدر فِيهِ على السَّعْي فَقيل مَعَ من فَقيل مَعَ أعطف النَّاس عَلَيْهِ وَهُوَ أَبوهُ أَي إِنَّه لم يستحكم قوته بِحَيْثُ يسْعَى مَعَ غير مُشفق
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute