السَّادِس قَوْله تَعَالَى {الله أعلم حَيْثُ يَجْعَل رسَالَته} فَإِن الْمُتَبَادر أَن حَيْثُ ظرف مَكَان لِأَنَّهُ الْمَعْرُوف فِي اسْتِعْمَالهَا وَيَردهُ أَن المُرَاد أَنه تَعَالَى يعلم الْمَكَان الْمُسْتَحق للرسالة لَا أَن علمه فِي الْمَكَان فَهُوَ مفعول بِهِ لَا مفعول فِيهِ وَحِينَئِذٍ لَا ينْتَصب بِأَعْلَم إِلَّا على قَول بَعضهم بِشَرْط تَأْوِيله بعالم وَالصَّوَاب انتصابه بيعلم محذوفا دلّ عَلَيْهِ أعلم
السَّابِع قَوْله تَعَالَى {فَخذ أَرْبَعَة من الطير فصرهن إِلَيْك} فَإِن الْمُتَبَادر تعلق إِلَى بصرهن وَهَذَا لَا يَصح إِذا فسرصوهن بقطعهن وَإِنَّمَا تعلقه بخذ وَأما إِن فسر بأملهن فالتعلق بِهِ وعَلى الوجين يجب تَقْدِير مُضَاف أَي إِلَى نَفسك لِأَنَّهُ لَا يتَعَدَّى فعل الْمُضمر الْمُتَّصِل إِلَى ضَمِيره الْمُتَّصِل إِلَّا فِي بَاب ظن نَحْو {أَن رَآهُ اسْتغنى} {فَلَا تحسبنهم بمفازة} فِيمَن ضم الْبَاء وَيجب تَقْدِير هَذَا الْمُضَاف فِي نَحْو {وهزي إِلَيْك بجذع النَّخْلَة} {واضمم إِلَيْك جناحك من الرهب} {أمسك عَلَيْك زَوجك} وَقَوله
٩٣٠ - (هون عَلَيْك فَإِن الْأُمُور ... بكف الْإِلَه مقاديرها)
وَقَوله
٩٣ - (ودع عَنْك نهبا صِيحَ فِي حجراته ... )
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute