النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول الله تَعَالَى: أَعدَدْت لعبادي الصَّالِحين مَالا عين رَأَتْ وَلَا أذن سَمِعت وَلَا خطر على قلب بشر بله مَا أطعلتهم عَلَيْهِ.
بله بله: من أَسمَاء الْأَفْعَال كرويد ومه وصه يُقَال: بله زيدا بِمَعْنى دَعه بله واتركه. وَقد يوضع مَوضِع الْمصدر فَيُقَال: بله زيدٍ كَأَنَّهُ قيل: ترك زيد ويقلب فِي هَذَا الْوَجْه فَيُقَال: بهل زيد لِأَن حَال الْإِعْرَاب مَظَنَّة التَّصَرُّف. وَمَا أطلعتهم عَلَيْهِ: يصلح أَن يكون مَنْصُوب الْمحل ومجروره على مُقْتَضى اللغتين. وَقد روى بَيت كَعْب ابْن مَالك الْأنْصَارِيّ: تَذَرُ الجَماجِمَ ضَاحِياً هاماماتُها ... بَلْهَ الأَكُفَّ كَأَنَّهَا لم تُخْلَقِ ... على الْوَجْهَيْنِ. الْمَعْنى: رَأَتْهُ وسمعته فَحذف لاستطالة الْمَوْصُول بالصلة ونظيرة فوله تَعَالَى: {أَهَذَا الذِي بَعَثَ اللهُ رَسُولاً} بلوا أَرْحَامكُم وَلَو بِالسَّلَامِ.