للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

رجل ربعَة تارّ أَحْمَر كثير خيلان الْوَجْه إِذا هُوَ تكلم أصغيتم إِلَيْهِ إِكْرَاما لَهُ وَإِذا أَمَام ذَلِك شيخ كأنكم تقتدون بِهِ وَإِذا أَمَام ذَلِك نَاقَة عجفاء شَارف وَإِذا أَنْت كَأَنَّك تبعثها يَا رَسُول الله. قَالَ: فَانْتَفع لون رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سَاعَة ثمَّ سري عَنهُ. فَقَالَ: أما مَا رَأَيْت من الطَّرِيق الرحب اللاحب السهل فَذَلِك مَا حملتكم عَلَيْهِ من الهُدى فَأنْتم عَلَيْهِ. وأمَّا المرج الَّذِي رَأَيْت فالدنيا وغضارة عيشها لم نتعلق بهَا وَلم تُردنا وَلم نردها. وَأما الرَّعْلَة الثَّانِيَة وَالثَّالِثَة وقصَّ كَلَامه فَإنَّا لله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون وَأما أَنْت فعلى طَريقَة صَالِحَة فَلَنْ تزَال عَلَيْهَا حَتَّى تَلقانِي. وَأما الْمِنْبَر فالدنيا سَبْعَة آلَاف سنة وَأَنا فِي آخرهَا ألفا. وَأما الرجل الطُّوال الآدم فَذَلِك مُوسَى نُكرمه بِفضل كَلَام الله إِيَّاه. وَأما الرجل الربعة التارُّ الْأَحْمَر فَذَلِك عِيسَى نكرمه بِفضل مَنْزِلَته من الله. وَأما الشَّيْخ الَّذِي رَأَيْت كأنَّا نقتدي بِهِ فَذَلِك إِبْرَاهِيم. وَأما النَّاقة الْعَجْفَاء الشارف الَّتِي رَأَيْتنِي أبعثها فَهِيَ السَّاعَة تقوم علينا لَا نبيَّ بعدِي وَلَا أمَّة بعد أمتِي. قَالَ: فَمَا سَأَلَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بعد هَذَا أحدا عَن رُؤْيا إِلَّا أَن يَجِيء الرجل مُتَبَرعا فيحدِّثه بهَا. اللاحب: الطَّرِيق الْوَاسِع المنقاد الَّذِي يَنْقَطِع. أشفى بهم: أشرف بهم. الرفيف والوريف: أَن يكثر ماؤُه وَنعمته. قَالَ: ... يَا لَك من غَيْث يَرِفّ بَقْلُه ... الرَّعلة: الْقطعَة من الفرسان. أكبُّوا رواحلهم: أَي أكبُّوا بهَا فَحذف الْجَار وأوصل الْفِعْل. وَالْمعْنَى جعلوها مُكبَّة على قطع الطَّرِيق والمضي فِيهِ من قَوْلك: أكبَّ الرجل على الشَّيْء يعمله

<<  <  ج: ص:  >  >>