وَفِي حَدِيثه: أَنه ذكر الْكَافِر فِي النَّار فَقَالَ: صرسه مثل أحد وكثافة جلده أَرْبَعُونَ ذِرَاعا بِذِرَاع الْجَبَّار. وَهُوَ من قَول النَّاس: ذِرَاع الْملك وَكَانَ هَذَا ملكا من مُلُوك الْأَعَاجِم تَامّ الذِّرَاع. قَالَ عمر بن عبد الْعَزِيز زعمت الْمَرْأَة الصَّالِحَة خَوْلَة بنت حَكِيم امْرَأَة عُثْمَان بن مَظْعُون أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خرد ذَات يَوْم وَهُوَ مختضن أحد ابْني ابْنَته وَقد يَقُول: وَالله إِنَّكُم لتجبنون وتبخلون وتجهلون وَإِنَّكُمْ لمن ريحَان الله وَإِن آخر وَطْأَة وَطئهَا الله بوج. مَعْنَاهُ: إِن الْوَلَد [١ ٣] يُوقع أَبَاهُ فِي الْجُبْن خوفًا من أَن يقبل فيضيع وَلَده بعده
حبن وَفِي الْبُخْل إبْقَاء على مَاله لَهُ وَفِي الْجَهْل شُغلا بِهِ عَن طلب الْعلم. الْوَاو وَإِنَّكُمْ للْحَال كَأَنَّهُ قَالَ: مَعَ أَنكُمْ من ريحَان الله: أَي من رزق الله. يُقَال: سُبْحَانَ الله وريحانه: أَي أسبحه وأسترزقه. وَقَالَ النمر: سَلَامُ الإِلهِ وَرَيْحَانُه ... وَرَحْمَتُه وسَمَاءٌ دِرَرْ ... [وَبعده ... غَمَامٌ يُنَزِّلُ رِزْقَ العِبَادِ ... فأَحْيَا البِلَادَ وطاب الشحر ... وَهُوَ مخفف عَن ريحَان فيعلان من الرّوح لِأَن انتعاشه بالزرق. وَيجوز أَن يُرَاد بالريحان: المشموم لِأَن الشمامات تسمى تحايا وَيُقَال: حَيَّاهُ الله بطاقة نرجس وبطاقة ريحَان فَيكون الْمَعْنى: وَإِنَّكُمْ مِمَّا كرم الله بِهِ الأناسئ وحياهم بِهِ أَو لأَنهم يشمون ويقبَّلون فكأنهم من جملَة الرياحين الَّتِي أنبتها الله. وَمِنْه حَدِيث عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام: أَن رَسُول الله صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لَهُ: أَبَا الريحانتين أوصيك بريحانتي خيرا فِي الدُّنْيَا قبل أَن ينهد ركناك. فَلَمَّا مَاتَ رَسُول الله صلى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَسلم قَالَ عَليّ: هَذَا أحد الرُّكْنَيْنِ فَلَمَّا مَاتَت فَاطِمَة قَالَ: هَذَا الرُّكْن الآخر.