للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٦ - عُثْمَان رَضِي الله عَنهُ قَالَ حِين تنكر لَهُ النَّاس: إِن هَؤُلَاءِ النَّفر رعاع غثرة تطأطأت لَهُم الدلاة وتلددت تلدد الْمُضْطَر أرانيهم الْحق إخْوَانًا وأراهمني الْبَاطِل شَيْطَانا. أُجررت المرسون رسنه وأبلغت الراتغ مسقاته فَتَفَرَّقُوا عليَّ فرقا ثَلَاثًا فصامت صمته أنفذ من صول غَيره وساعٍ أَعْطَانِي شَاهده وَمَنَعَنِي غائبه ومرخص لَهُ فِي مُدَّة زينت فِي قلبه فَأَنا مِنْهُم بَين ألسن لداد وَقُلُوب شَدَّاد وسيوف حداد عذيري الله مِنْهُم أَلا يُنْهِي عَالم جَاهِلا وَلَا يردع أَو ينذر حَكِيم سَفِيها وَالله حسبي وحسبهم يَوْم لَا ينطقون وَلَا يُؤذن لَهُم فيعتذرون. قَالَ أَبُو عَمْرو: رجل رعاعة وهجاجة أَي لَيْسَ لَهُ فؤاد وَلَا عقل وَهُوَ من رعاع

رعع النَّاس وَهُوَ من الرعرعة وَهِي اضْطِرَاب المَاء على وَجه الأَرْض لِأَن الْعَاقِل يُوصف بالتثبت والتماسك والأحمق بضد ذَلِك. الغثرة: الغبرة والأغثر: الأغبر وَقيل للضبع: غثراء للونها ثمَّ قيل للأحمق: أغثر وللجهال الغثراء والغثرء والغثرة تشبها لِأَن الضبع مَوْصُوفَة بالحمق وَفِي أمثالهم أَحمَق من الضبع. التطأطؤ: أَن يذل ويخفض نَفسه كَمَا يفعل الدالي وَهُوَ الَّذِي ينْزع الدَّلْو. يُقَال بَقِي فلَان متلددا أَي متحيرا ينظر يَمِينا وَشمَالًا وَهُوَ مَأْخُوذ من اللديدين وهما صفحتا الْعُنُق يُرِيد لِأَنَّهُ داراهم فعل الْمُضْطَر. وَفِي وأراهمني شذوذان: أَحدهمَا: أَن ضمير الْغَائِب إِذا وَقع مُتَقَدما على ضمير الْمُتَكَلّم والمخاطب فَالْوَجْه أَن يجاء بِالثَّانِي مُنْفَصِلا كَقَوْلِك: أعطَاهُ إيَّايَ وَأَعْطَاهُ إياك والمجيء بِهِ مُتَّصِلا لَيْسَ من كَلَام الْعَرَب. وَالثَّانِي: أَن الْوَاو حَقّهَا أَن تثبت مَعَ الضمائر كَقَوْلِه تَعَالَى: {أَنُلْزِمُكُمُوها} إِلَّا مَا ذكر أَبُو الْحسن من قَول بَعضهم: أعطيتكمه. المسقاة: المورد أَرَادَ رفقه بالرعية وَحسن إيالته وَأَنه فِي ذَلِك كمن خلَّى إبِله حَتَّى رتعت كَيفَ شَاءَت ثمَّ أوردهَا المَاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>