للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٧ - الزَّاي مَعَ الْقَاف

النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ أَبُو جهل: إِن مُحَمَّدًا يخوِّفنا بشجرة الزقوم هاتوا الزّبد وَالتَّمْر وتزقموا. وروى: إِنَّه لما أنزل الله تَعَالَى قَوْله: (إنّ شجرةَ الزَقُّوم طعامُ الأثيم) . لم تعرف قُرَيْش الزقوم فَقَالَ أَبُو جهل: إِن هَذِه لشَجَرَة مَا تنْبت فِي بِلَادنَا فَمن مِنْكُم يعرف الزقوم فَقَالَ رجل من أهل إفريقية قدم من إفريقية: إِن الزقوم بلغَة أهل إفريقية هُوَ الزّبد بالنمر فَقَالَ أَبُو جهل: يَا جَارِيَة هَاتِي لنا زبدا وَتَمْرًا نزدقمه. فَجعلُوا يَأْكُلُون مِنْهُ وتزقموت وَيَقُولُونَ: أَبِهَذَا يخوّفنا مُحَمَّد فِي الْآخِرَة فَبين الله مُرَاده فِي آيَة أُخْرَى فَقَالَ: (إِنَّهَا شجَرةٌ تخرجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيم. طَلْعُها كأنهُ رُءُوس الشَّيَاطِين) .

زقم الزَّقم: اللقم الشَّديد وَالشرب المفرط. يُقَال: إِنَّه ليزقم اللقم زقما جيدا. وَبَات يتزَّقم اللَّبن. والزقوم فعول من الزقم كالصيور من الصير وَهُوَ مَا يزقم أَلا ترى إِلَى قَوْله عز وَجل: (فَإِنَّهُم لآكِلُون مِنْهَا فمَالِئُون مِنْهَا البُطُونَ) . يَأْخُذ الله تَعَالَى السَّمَوَات وَالْأَرْض يَوْم الْقِيَامَة بِيَدِهِ ثمَّ يتزقفها تزقف الرمانة.

زقف التزقف والتلقف أَخَوان وهما الاستلاب والاختطاف بِسُرْعَة وَمِنْه: إِن أَبَا سُفْيَان رَضِي الله عَنهُ قَالَ لبنى أُميَّة: تزقفوها تزقف الكرة وروى: تلقفوها يَعْنِي الْخلَافَة. وَعَن مُعَاوِيَة رَضِي الله عَنهُ: لوبلغ هَذَا الْأَمر إِلَيْنَا بني عبد منَاف تزقفناه تزقف الأكرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>