٦ - وَهُوَ فِي معنى الآخر أَيْضا من عجيس اللَّيْل وَهُوَ آخِره. وَيُقَال للمتأخر فِي الْقِتَال: عاجس ومتعجس. وروى أَبُو عَمْرو: سديس عجيس وَهُوَ كَمَا قيل للدهر: الأزلم الْجذع. أَبُو بكر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ لما مَاتَ قَامَ عَليّ بن أبي طَالب عَلَيْهِ السَّلَام على بَاب الْبَيْت الَّذِي هُوَ مُسجى فِيهِ فَقَالَ: كنت وَالله للدّين يعسوبا أَولا حِين نفر النَّاس عَنهُ وآخرا حِين فيَّلوا وطرت بعبابها وفزت بحبابها وَذَهَبت بفضائلها كنت كالجبل لَا تحركه العواصف وَلَا تزيله القواصف.
سجى تسجبية الْمَيِّت: تغطيته بِثَوْب من اللَّيْل السَّاجِي لِأَنَّهُ يُغطي بإظلامه. اليعسوب: فَحل النَّحْل تمثل بِهِ فِي سبقه إِلَى الْإِسْلَام غَيره لِأَن اليعسوب يتَقَدَّم النَّحْل إِذا طارت فتتبعه وَهُوَ يفعول من العسب فِي أَصله. فيَّلوا أَي فالت آراؤهم فى قتال مَا نعى الزَّكَاة. عباب المَاء: أول زخيره وارتفاعه. وحبابه: معظمه. قَالَ طرفَة: ... يشق حَبَابَ الماءِ حيزومُها بهَا ... القاصف: الرّيح الَّتِي تقصف كل شَيْء أَي تكسره. ابْن الْحَنَفِيَّة رحمهمَا الله قَالَ فِي قَوْله تَعَالَى: {هَلْ جَزَاءُ الإحْسَانِ إلَاّ الْإِحْسَان} هى مسجلة للبر والفاجر.
سجل أَي مُرْسلَة مُطلقَة فِي الْإِحْسَان إِلَى كل أحد برًّا كَانَ أَو فَاجِرًا. يُقَال: هَذَا مسجل للعامة من شَاءَ أَخذ وَمن شَاءَ ترك. وأسجل الْبَهِيمَة مَعَ أمهَا وأزجلها. وَعَن ابْن الأعربى: فعلت كَذَا والدهر إِذْ ذَاك مسجل أَي [٣٥٦] لَا يخَاف أحد أحدا. عَائِشَة رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا قَالَت لعَلي عَلَيْهِ السَّلَام يَوْم الْجمل حِين ظهر على النَّاس
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute