سرف قيل: هُوَ الضراوة. وَالْمعْنَى: إِن من اعتاده ضرى بِأَكْلِهِ فأسرف فِيهِ فعل المعاقر فِي ضراوته بِالْخمرِ وَقلة صبره عَنْهَا. وَمِنْه الحَدِيث: إِن للحم ضراوة كضراوة الْخمر وَإِن الله يبغض الْبَيْت اللَّحْم وَأَهله. وَوجه آخر: أَن يُرِيد بالسرف الْغَفْلَة يُقَال: رجل سرف الْفُؤَاد أَي غافل وسرف الْعقل أَي قَلِيل الْعقل قَالَ طرفَة: ... إِن امْرأً سَرِفَ الْفُؤَاد يَرَى ... عَسَلَا بِمَاء سحابةٍ شَتْمِي ... وَيجوز أَن يكون من سرفت الْمَرْأَة صبيها إِذا أفسدته بِكَثْرَة اللَّبن يَعْنِي الْفساد الْحَاصِل من جِهَة غلظة الْقلب وقسوته والجرأة على الْمعْصِيَة والانبعاث للشهوة. ذُكر لَهَا رَضِي الله عَنْهَا الْمُتْعَة فَقَالَت: وَالله مَا نجد فِي كتاب الله إِلَّا النِّكَاح والاستسرار. ثمَّ تلت:{والذيِنَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إلاّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَو مَا مَلَكَتْ أَيْمَانهم} .
سرر أَرَادَت التَّسَرِّي وَهُوَ استفعال من السّريَّة على من جعلهَا من السِّرّ وَهُوَ النِّكَاح أَو من السرُور. معنى الْمُتْعَة: أَن الرجل كَانَ يشارط الْمَرْأَة شرطا على شَيْء بِأَجل مَعْلُوم يسْتَحل بِهِ فرجهَا ثمَّ يفارقها من غير تَزْوِيج وَلَا طَلَاق أُحلّ ذَلِك للْمُسلمين بِمَكَّة ثَلَاثَة أَيَّام حِين حجُّوا مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثمَّ حُرّم. طَاوس رَحمَه الله تَعَالَى من كَانَت لَهُ إبل لم يؤد حَقّهَا أَتَت يَوْم الْقِيَامَة كأسر مَا كَانَت تخبطه بأخفافها. وروى: كابشر مَا كَانَت.