٠ - استقروا على سكناتكم فقد انْقَطَعت الْهِجْرَة.
سكن يُقَال: النَّاس على سكناتهم ومكناتهم ونزلاتهم أَي على أَحْوَالهم المستقيمة وَالْمعْنَى: كونُوا على مَا أَنْتُم عَلَيْهِ مستقرين فِي مواطنكم لَا تبرحوها فَإِن الله قد أعزَّ الْإِسْلَام وأغنى عَن الْهِجْرَة والفرار عَن الوطن حذار الْمُشْركين قَالَ ذَلِك عِنْد فتح مَكَّة. كَانَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُصَلِّي فِيمَا بَين العشاءين حَتَّى ينصدع الْفجْر إِحْدَى عشرَة رَكْعَة فَإِذا سكب الْمُؤَذّن بِالْأولَى من صَلَاة الْفجْر قَامَ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ خفيفتين.
سكب أصل السكب الصب فاستعير للإفاضة فِي الْكَلَام كَمَا يُقَال هضب فِي الحَدِيث وَأخذ فِي خطْبَة فسحلها وَكَانَ ابْن عَبَّاس مثجًّا. كَانَ اسْم فرسه السكب وَمن أفراسه: اللحيف واللزاز والمرتجز. هُوَ من قَوْلهم: فرس سكب أَي كثير الجري. قَالَ أَبُو دَاوُد: ... وَقد أغْدُو بِطْرفٍ هَيْكَلٍ ذِي مَيْعة سَكْبِ ... وَنَحْوه قَوْلهم: مسح وبحر ويعبوب وَقيل: هُوَ السكب سمي بالسكب وَهُوَ شقائق النُّعْمَان قَالَ: ... كالسّكَب المحمّر فَوق الرابية ... وَقيل: اللحيف لِكَثْرَة شائله وَهُوَ ذَنبه. واللزاز لتلززه كَقَوْلِهِم: كناز ولكاك للناقة. والمرتجز: لحسن صهيله. عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام خطبهم على مِنْبَر الْكُوفَة وَهُوَ يومئذٍ غير مسكوك.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute