للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٨ - أعوذ بِاللَّه من الضبنة فى السّفر والكآبة فى المنقلب.

ضبن الضُّبْنة والضَّبِنة: عِيَال الرجل لأَنهم فِي ضُبنة وَخص السّفر لِأَنَّهُ مطنة الإقواء وَقيل هم الَّذين لَا غناء فيهم وَلَا كِفَايَة من الرُّفقاء إِنَّمَا هم كلٌّ على من يرافقونه وَقيل: هِيَ الضمنة أَي الضمانة يُقَال: كَانَت ضمنة فلَان تِسْعَة أشهر. فِي قصَّة إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام وشفاعته يَوْم الْقِيَامَة لِأَبِيهِ قَالَ: فيمسخه الله ضبعانا أمجر ثمَّ يدْخل فِي النَّار وروى: ضبعانا أمدر وروى: فيحوله الله ذيخاً وروى: فَإِذا هُوَ عيلام أمدر. وَعَن الْحسن رَحمَه الله تَعَالَى: أَنه ذكر هُوَ وَعبد الله بن شَقِيق الْعقيلِيّ حَدِيث إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام فَقَالَا: يَأْتِيهِ أَبوهُ يَوْم الْقِيَامَة فيسأله أَن يشفع لَهُ فَيَقُول لَهُ: خُذ بحجزتي فَيَأْخُذ بحجزته فتحين من إِبْرَاهِيم التفاتة إِلَيْهِ فَإِذا هُوَ بضبعان أمدر فينتزع حجزته من يَدَيْهِ وَيَقُول: مَا [٤٦٢] أَنْت بأبى

ضبع الضبعان: الذّكر من الضباع وَكَذَلِكَ الذيخ والعيلام. قَالَ: ... تمد بالعَلْبَاء والأَخَادِع ... رَأْسا كعيلام الضِّبَاع الضَّالِع ... الأمجر والأمدر: الْعَظِيم الْبَطن والأمدر من قَوْلهم عكرة مدراء وبطحاء أَي ضخمة عَظِيمَة على عدد الْمدر وَقيل الأمدر الأغبر وَيُقَال للضبع مدراء وغبراء. عمر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ إِن الْكَعْبَة كَانَت تفيء على دَار فلَان بِالْغَدَاةِ وتفيء هِيَ على الْكَعْبَة بالعشيّ وَكَانَ يُقَال لَهَا رضيعة الْكَعْبَة فَقَالَ عمر: إِن داركم قد ضبنت الْكَعْبَة وَلَا بُد لى من هدمها.

ضبن أى عزتها بفيئها وطالتها فَأَصْبَحت مِنْهَا بِمَنْزِلَة مَا يَجعله الْإِنْسَان فِي ضبنه وَمِنْه قَوْلهم: ضبن عَنَّا الْهَدِيَّة وَيجوز أَن يكون من ضبنه إِذا أزمنه وَرجل مضبون. قَالَ مزرد: ... وَلَوْلَا بَنو سَعْد ورهطُ ابْن باعثٍ ... قرعتُك بَين الحاجبين وقاعِ

فَتُصْبِحُ كالزَّبَّاء تَمْرِي بخُفِّها ... وَقد ضَبِنتها وَقْرَةٌ بكُراعِ ...

<<  <  ج: ص:  >  >>