للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٣ - الْمصدر مَوْضِعه. وَأَنْشَأَ يسْتَعْمل اسْتِعْمَال طفق وَأخذ. إِن النَّاس قحطوا على عَهده صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَخرج إِلَى بَقِيع الْغَرْقَد فصلى بِأَصْحَابِهِ رَكْعَتَيْنِ جهر فيهمَا بِالْقِرَاءَةِ ثمَّ قلب رِدَاءَهُ ثمَّ رفع يَدَيْهِ فَقَالَ: اللَّهُمَّ ضاحت بِلَادنَا واغبرت أَرْضنَا وهامت دوابنا. اللَّهُمَّ ارْحَمْ بهائمنا الحائمة والأنعام السَّائِمَة والأطفال المحثلة.

ضحى قَالُوا فِي ضاحت: هِيَ فاعلت من ضحى إِذا برزت للشمس وَمَعْنَاهَا كَأَنَّهَا بارت غَيرهَا من الْبِلَاد [٤٦٥] فِي الضحو لعدم النَّبَات وفقد مَا يستر أديمها من العشب. وَعِنْدِي أَنَّهَا مِمَّا رَوَاهُ ابْن الْأَعرَابِي وَهُوَ الثِّقَة الْمَأْمُون قَالَ يُقَال: ضاحت عِظَامه إِذا تحركت من الهزال وبرزت حَتَّى يرى النَّاظر حجمها. ضيحاً وضيوحاً وضيحاناً. وَأنْشد: ... إِمَّا تريْني كالعريش المضْرُوجْ ... ضاحتْ عِظَامِي عَن لَقىً مفروجْ

فقد شهدتُ اللَّهْو غير التزليجْ ... الحائمة: الَّتِي تحوم حول موارد المَاء أَي تَدور وَلَا ترد لعدم المَاء وَيُقَال: كَانَ عمر بن أبي ربيعَة عفيفاً يصفُ ويعفّ ويحوم وَلَا يرد قَالَ: ... وإنّ بِنَا لَو تعلمين لَغُلَّةً ... إِلَيْك كَمَا بالحائماتِ غَليل ... المحثل: المهزول لسوء الرَّضاع يُقَال: أحثلته أمه وَقد يكون: أَن يحثله الدَّهْر بِسوء الْحَال. يبْعَث الله السَّحَاب فيضحك أحسن الضحك ويتحدث أحسن الحَدِيث.

ضحك أَرَادَ الْبَرْق والرعد وَكَأَنَّهُ إِنَّمَا جعل لمع الْبَرْق أحسن الضحك وقصف الرَّعْد أحسن الحَدِيث لِأَنَّهُمَا آيتان حاملتان على التَّسْبِيح والتهليل.

<<  <  ج: ص:  >  >>