.. بَازِلُ عامَيْنِ حَدِيثٌ سَنِّي ... سَنَحْنَحُ اللّيل كأنيَ جِنِّي
لمثل هَذَا وَلَدَتْني أُمِّي ... مَا تَنْقِمُ الحربُ العَوَانُ مِنِّي
[سَنَحْنَحُ اللَّيْلِ كأنّيَ جِنِّي] ... وروى: ... [سمعمع كأنني من جن] ...
بازل بازل عَاميْنِ: هُوَ الْبَعِير الَّذِي تمت لَهُ عشر سِنِين وَدخل فِي الْحَادِيَة عشرَة فَبلغ نهاتية فِي الْقُوَّة وَهُوَ الَّذِي يُقَال لَهُ: مخلف عَام وَالْمعْنَى: أَنا فِي استكمال الْقُوَّة كَهَذا الْبَعِير مَعَ حَدَاثَة السن. السنحنح والسمعمع ممكا كرر عينه ولامه مَعًا وهما من سنح وَسمع. فالسنحنح: العريض الَّذِي يسنح كثيرا وإضافته إِلَى اللَّيْل على معنى أَنه يكثر السنوح فِيهِ لأعدائه والتعرض لَهُم لجلادته والسمعمع: الْخَفِيف السَّرِيع فِي وصف الذئاب فاستعير وَالذِّئْب موضوف بحدة السّمع وَلِهَذَا قيل لوَلَده من الضبع: السّمع وَضرب بِهِ الْمثل فَقيل: أسمع من سمع. السن: أُنثت فِي تَسْمِيَة الْجَارِحَة بهَا ثمَّ استعيرت للعمر للاستدلال بهَا على طوله وقصره: فَقيل: كَبرت سني مبقاة على التَّأْنِيث بعد الِاسْتِعَارَة ونظيرها الْيَد وَالنَّار فِي إبْقَاء تأنيثهما بعد مَا استعيرتا للنعمة والسمة. وَقَوله: حَدِيث سني كَمَا يُقَال: طلع الشَّمْس واضطرم النَّار لِأَن حَدِيث مُعْتَمد على أَنا الْمَحْذُوف وَلَيْسَ بِخَير قدم. خفف يَاء جني ضَرُورَة وَيجوز فِي القوافي تَخْفيف كل مشدد وَمثله قَوْله: ... أصحوتَ اليومَ أم شاقَتْك هِرْ ... خَالف بَين حرفي الروى لتقارب النُّون وَالْمِيم وَهَذَا يُسمى الإكفاء فِي علم القوافي وَمثله:
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute